شمس بدران وجه عبدالناصر القبيح.. “قاهر الإخوان”؟

سلام ناجي حداد2 ديسمبر 2020آخر تحديث :
شمس بدران وجه جمال عبدالناصر القبيح

تصدر اسم شمس بدران أحد أهم رجالات نظام الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر، محرك البحث جوجل، وذلك بعد أن أعلن خلال الساعات الماضية وفاته في العاصمة البريطانية لندن قبل عدة أيام، حيث وافته المنية عن عمر ناهز 91 عاما، وهو الذي اشتهر بالوجه القبيح لنظام الجنرال الذي قاد ثورة العدالة ورد الحقوق!

على إثر رحيله انتشرت اللعنات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أكدوا تفاجئهم بكونه لا يزال حيا، وكانت أبرز التعليقات: “هلاك رجل الظلم الأول”، إلا أن البعض اعتبر وفاة شخص مكرم معزز في العاصمة البريطانية عاش فيها لسنوات حياة جيدة، لا يعد موته هلاكا، وإنما ذهابا للذي لا يينسى ولا ينام ولا يظلم لديه أحد. وإلى جانب ذلك انتشرت التعليقات التي تفاجئت بوفاته داعين عليه باللعنات وقصاص الله منه مظالم الناس أجمعين.

من هو شمس بدران

بدران من مواليد ابريل عام 1929، وتوفي يوم 28 نوفمبر، عمل كوزير حربية في عهد الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر وقد حوكم لاحقا على اتهامات تعذيب وانتهاكات لحقوق الانسان.

كانت علاقته وطيدة بالمشير عبدالحكيم عامر نائب عبدالناصر، كما انفرد أيضا بقربه من جمال عبدالناصر، وقد اعتبر عين الرئيس الساهرة على الساحة السياسية في البلاد تحميه وتحمي سلطته من خلال بطش  أي معارضة شبه محتملة تحدث.

عرف عن بدران أنه كان من ضمن الضباط الذين حوصروا في مدينة الفلوجة أثناء حرب فلسطين عام 1948 التي انهزمت فيها الجيوش العربية ضد العصابات الصهيونية، كما قال عنه زميله في حركة الضباط الأحرار، عبداللطيف البغدادي، أنه لم يكن يعلم أي شئ عن إدارة الحرب، وقد توقفت موهبته عند معلومات ضابط لا يزال في رتبة ملازم أول.

شمس بدران وجه جمال عبدالناصر القبيح

بعد هزيمة مصر في نكسة عام 1967 بقيادة عبدالناصر وعبدالحكيم عامر، بانت الصراعات بين ناصر وعامر ومن خلفهما شمس الدين بدران، حيث تقول مراجع تاريخية ومذكرات شخصية ان القياديان العسكريان خططا لانقلاب عسكري ضد عبدالناصر وقتها. وتشير تلك الشهادت إلى أن عبدالحكيم عامر وشمس بدران حاولا استغلال الفرصة للإطاحة بناصر وتصدر المشهد في البلاد، في الوقت الذي كان عبدالناصر أسبق إلى ذلك وأطاح بهما بعيدا.

تم تقديمه إلى جانب عامر ككبش فداء للنكسة، الأول شمس بدران تم تقديمه ككبش فداء للمحاكمة مع عدد من قادة الجيش عام 1974 بتهم مختلفة عن تعذيب وانتهاك حقوق الانسان أدت للنكسة، حكم عليه بالسجن وظل فيه حتى أفرج عنه الرئيس الاسبق محمد أنور السادات ليرحل من مصر ويعيش في بريطانيا إلى أن توفي. أما الآخر فقد تحمل مسؤولية الهزيمة امام التاريخ، ليحملها عن ناصر.

اشتهر شمس بدران بعنفه الشديد وقسوته ضد أيا من المعارضين لوجهات النظر النظامية، كما اشتهر بكونه أحد أهم جلادي الرئيس الأسبق والديكتاتور المتهم بما الأول فيما آلت إليه أوضاع مصر حاليا، ولعل أبرز الحكايات المتداولة عنه (لا يعرف مدى دقتها)، حكاية  رشاد البيومي نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين إن بدران كان يتولى تعذيبه بنفسه، واستطرد “ذات مرة قلت له: اتق الله، فرد علي قائلا: لا تذكر سيرة الجدع ده، ولو نزل من السماء فسأضعه في الزنزانة التي بجوارك”.

شمس بدران قاهر الإخوان

شمس بدران وجه جمال عبدالناصر القبيح

رد بدران على ذلك قائلا أنه لم يكن ساديا كما صورت القصص ضده وأن أغلبه غير دقيقة، لكنه في الوقت نفسه لم ينفي أنه من يصدر الأوامر بالتعذيب قائلا: “أمرت المحققين بأن يقوموا بالتحقيق بلا هوادة، فقد حملت مسؤولية لم أسع لها، فتحملتها وأمرت باستخلاص الحقائق، ولم أكن أدافع عن النظام بقدر ما كنت أدافع عن أبرياء سيتعرضون للقتل بلا ذنب على يد الإخوان المسلمين”.

شمس بدران أو ما يعرف باسم شمس الدين بدران يسميه مؤيدو الديكتاتورية المصرية باسم “ٌقاهر الإخوان”، إلا أن الرجل لم يكن يحتاج لتوصية حيث لم يكن يقهر الإخوان وحدهم، واجتمع على قهر جميع فئات الشعب المصري بما فيهم المؤيدين للسلطة أنفسهم.

الجميع كان يخشى سماع اسمه، الجميع كان يرتعد في ظل دولة النظام الأمني والعسكري الناصري عندما كان شمس بدران يتولى أهم جهاز في البلاد يعمل على قهر الناس وبث الرعب فيهم وفي أي شخص يفكر ولوهلة الحديث في السياسة، الجميع كان يتحدث عن أي شئ لا يخص الشان العام فقط وإنما يخص بيته أو ما يخص حياته وهو يلتفت يمينا ويسارا لكي يرى زبانية شمس بدران هل سمعوه؟ وكيف سيفسرون ما يقوله؟ هل سيعتبرونه شفرة يرددها أعداء النظام أم سيعتبرونه مشتبه به يجب البحث والتفتيش وراءه كثيرا؟ هكذا عاش جميع أفراد الشعب وليس الاخوان فقط.

موضوعات تهمك:

جمال عبدالناصر في ذكراه.. كيف تذكروه؟

كيف هزم نظام عبدالناصر مشروعه الوطني؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة