شقاوة الاطفال تدل على الذكاء والتميز

حنان أمين سيف23 ديسمبر 2018آخر تحديث :
شقاوة الاطفال تدل على الذكاء والتميز

 

الاباء والامهات يشتكون عادة من شقاوة أبنائهم ومما يسببونه من فوضى و مشاكل،وتلاحظ الام علامات الشقاوة لدي الطفل منذ الأشهر والسنوات الأولى من العمر، و تبتهج الأسرة عندما تلاحظ نشاط الطفل الذي ينبئ بسلامتة البدنية والعقلية، واحيانا هذه الشقاوة في إزعاج للوالدين ،ويقدم الطفل فى بعض الاوقات على أفعال خطيرة قد تضر بسلامته، وقد يصل حد الشقاوة الى الانزعاج ، و لا يدركان كيفية توجيه نشاطه وذكائه ليستفيد منهما،و يصبح الأبوان وقتها عاجزين تماما عن تهدئة الابن ، ووقتها يفكران فى اللجوء للمختصين فى هذه الامور.

ويصيب الاباء والامهات القلق عندما يلاحظون تراجعا في قدرات صغارهم على الاستيعاب والتواصل ، ويعتبر بعض المختصين أن الشقاوة علامة على الذكاء، لكن عندما تزيد الشقاوة عن الحد المقبول ، فإنها تصبح حالة مرضية تتطلب حلولا جذرية لكي لا تؤثر على حياة الطفل ويتأثرمستقبله،وأحيانا شقاوة الطفل العادية تشير إلى تفجير الطاقة بداخله، وهي تعني أن يكون الطفل مشاغبا لكن لا يطرق إلى العنف.

ويوضح استشاري طب الأطفال بالقصر العيني الدكتور سعيد المغربي أن هناك فرقا كبيرا بين “الشقاوة” والنشاط الزائد كمرض عند الأطفال، ويرى أن غالبية الأسر لا تعرف جيدا الفرق بين الحالتين فتقع في خلط يجعلها تتعامل مع الابن بأسلوب غير سليم وغير مناسب لوضعه.

ويشير المغربى إلى أنه عندما يتحول الطفل الشقي إلى كائن لا يكف عن الحركة وعن إتلاف ما يحيط به، فعلى الأم أن تكف على إظهار غضبها وتوترها أمامه وعلى الصراخ في وجهه لأن ذلك يزيد من توتره وبالتالي من حركته، وحين تتأكد من وجود علامات فرط النشاط لدى ابنها عليها أن تتجه لطلب المساعدة من المختصين في ذلك.

وإن لاحظت الأم علامات مرتبطة بكثرة تحركاته مثل تشتت أفكاره وقصر فترة انتباهه وأنه كثير الجري أو يحاول باستمرار تسلق الأشياء، أو أنه يتحرك كثيرا أثناء نومه أو يغير النشاط بسرعة إلى شيء آخر، فإنها لا يمكن أن تقول ولدي شقي وتقف عند هذه النقطة أو تفتخر بذلك لأنه في الحقيقة يعاني حالة سلوكية مضطربة يجب معالجتها.

وتُجمع دراسات علمية على أن الطفل ذا الخمس سنوات يجب أن يمكث 6 دقائق في هدوء تام، وقد يفشل الطفل في الانتهاء من عمل بدأه، ويجد بالتالي صعوبة في التركيز في الدراسة أو أي عمل يحتاج إلى استمرار الانتباه، ما يجعله في حاجة إلى معاملة خاصة من الأسرة والمدرسة.

أما شقاوة الطفل العادية فتشير إلى تفجير الطاقة بداخله، وهي تعني أن يكون الطفل مشاغبا لكن سلوكياته وتصرفاته مقبولة، أي لا ينزع من خلالها إلى العنف والتخريب، ولا يلاحظ عليه عدم التركيز، وأن لا يعتمد العناد لمجرد رفض الانصياع لطلبات أو أوامر الكبار.

وينصح المختصون الأمهات أولا بمحاولة التفريق بين الشقاوة العادية وفرط الحركة، وثانيا بالانتباه عند متابعة الطفل إلى تفاصيل كلا الحالتين لكي يتمكن من معرفة إن كان شقيا، ويوصونهن بتسخير جزء هام من وقتهن لذلك وأن يكن صبورات وأن يعتبرن أن كلا الحالتين سواء الشقاوة العادية أو فرط الحركة تعد علامة على الذكاء وعلى امتلاك الطفل لموهبة ما وجب اكتشافها وتوجيه طاقاته نحوها.

ويحذر المختصون النفسيون والمختصون في التربية من اعتماد أسلوب التعامل العنيف مع الطفل المشاغب لأنه لا يعتبر حلا لتهدئته إنما يزيد من توتره، بل يمكن أن يتأثر بأسلوب التعامل العنيف أو بالصراخ عليه وتوبيخه بشكل دائم سواء في البيت أو المدرسة إلى درجة كبيرة قد لا يدرك كثيرون مدى خطورة تداعياتها على شخصيته ومستقبله.

وقد أثبتت دراسة أميركية لباحثين في جامعة ولاية كنساس أن الطفل المشاغب والذي تظهر عليه رغبة جامحة في اكتشاف ومعرفة كل شيء يعد من أنجح أنماط الشخصيات عندما يكبر، ووجدت نتائج الدراسة أن الأطفال الأشقياء والذين لم يعاقبهم والديهم على أفعال الشغب وإفساد النظام في المنزل في مرحلة الصغر والطفولة هم أشخاص ناجحون ووصلوا إلى مناصب مرموقة في المجتمع عندما كبروا.

ونصح الباحثون الأم بأن تترك لطفلها حرية التعبير عما بداخله حتى وإن أفسد أشياء أو أغراض المنزل وهو يحاول الاكتشاف فلا بد أن تترك له حرية الاختيار والاكتشاف ولا بد أيضا من احتوائه ومحاورته ومن ثم توجيهه. كما نصحوا الأمهات اللاتي يجدن صعوبات في تربية الأبناء المشاغبين بأن لا يضيعن الوقت في سؤال الأقارب أو الأصدقاء بل بأن يتجهن نحو أهل الاختصاص للحصول على النصيحة وعلى الحلول العلمية التي تمكنهن من تربية أبنائهن تربية سليمة ومن الحصول على طرق في التعامل وفي التعايش مع شقاوة الأبناء دون الشعور الدائم بالتوتر والغضب والعجز عن تحسين الوضع ودون الضرر بالصحة النفسية والعقلية للابن مع مساعدته على توجيه طاقاته نحو تنمية مواهبه.

ويعتبر أستاذ طب الأطفال فاروق وصفي، أن مراقبة ومتابعة الطفل للتأكد من حالته ليست مسؤولية الأم والأسرة وحدهما، بل على بقية المربين سواء في رياض الأطفال أو المدارس التفطن لوضعه ولنقاط اختلافه عن أقرانه والتحدث مع الوالدين في المسألة لتقييم وضعه وتحديد طريقة التعامل المناسبة له، في البيت وفي المدرسة.

ويتطلب تحقيق نتيجة إيجابية في سبيل مساعدة الطفل الشقي أو ذي النشاط المفرط توعية وتثقيف الوالدين والإطار التربوي والتعليمي المشرف عليه لكي يتم توجيه طاقاته وجهوده نحو ما يفيد وتخليصه من العنف والعدوانية اللذين يقودانه إلى العجز عن بناء علاقات جيدة وسليمة مع أفراد الأسرة ومع زملائه في المدرسة ويتسببان له مع مرور الوقت في خلل على المستويين العاطفي والاجتماعي.

وكالات

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة