شبتاي و ترجمان و صناعة التصعيد

محمود زين الدين29 سبتمبر 2022آخر تحديث :
شبتاي

الرادع الوحيد لاندلاع مواجهة واسعة وتصعيد كبير؛ والعائق الأهم بوجه السيناريو الأسوأ الذي رسمه شبتاي وترجمان هو الحشد والتعبئة الفلسطينية أولا.
هل يقود استعراض شبتاي وترجمان لاستعراضات المماثلة لقادة أمنين وسياسيين في استنساخ ممنهج ومدروس لاقتحام أرئيل شارون باحات الاقصى قبل 22 عاما.
أمريكا ستتحمل مسؤولية التصعيد بعد أن قادت جهود محمومة لتهدئة واستقرار يهدده مستوطنون وجماعات الهيكل وساسة طامحون لفتح شاروني يقودهم للحكم.
* * *

بقلم: حازم عياد
أظهر مقطع فيديو قائد شرطة الاحتلال المفوض “يعقوب شبتاي” وقائد شرطة الاحتلال لمنطقة القدس “دورون ترجمان” وضباط آخرون يدخلون البلدة القديمة عبر باب العامود اليوم الثلاثاء، ليصرح شبتاي في نهاية جولته بالقول: “حتى الآن تم احتواء الأحداث في القدس.. نحن جاهزون لأي سيناريو”؛ علما بأن أخطر هذه السيناريوهات هو ما صنعته يداه الملطختان بدماء الفلسطينيين.
تسلل شبتاي وترجمان إلى ساحات الاقصى يعد سابقة خطيرة بتمهيده للسيناريو الاسوأ؛ فالتسلل ما كان له أن يكتشف على الأرجح بدون الفيديو الذي سربته وسائل الاعلام العبرية؛ فهو الفصل الأسوأ في سيناريو رأس السنة العبرية الذي انتهي مساء اليوم ببالون اختبار ينبئ بتصعيد كبير .
فالخشية أن يقود استعراض شبتاي وترجمان إلى مزيد من الاستعراضات المماثلة لقادة أمنين وسياسيين في عملية استنساخ ممنهجة ومدروسة لاقتحام أرئيل شارون باحات الاقصى قبل 22 عاما؛ وفي ذات التوقيت سواء كان ذلك في عيد الغفران 5 اكتوبر؛ أو عيد العُرش 16 أكتوبر المقبل.
تصرفات شبتاي وترجمان المتهورة لفرض سيادة الاحتلال على باحات الاقصى والتسريبات المرتبطة بها؛ بالون اختبار تمهد لتصعيد خطير و سيناريو دموي في المسجد الاقصى رسم ملامحه شبتاي وتتحمل مسؤوليته كافة الاطراف الدولية والاقليمية التي غضت الطرف عن السلوك الانتهاكات الاسرائيلية؛ وعمدت للترويج للتهدئة سواء كان عبر الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة او الاطراف الوسيطة العربية وغير العربية.
ما قام به شبتاي و ترجمان قرع جرس الانذار وبقوة لسيناريو خطير يعد له من قبل المسؤولين الأمنين والسياسيين في الكيان الصهيوني؛ يتطلب الحذر و رفع الجاهزية بحشد وتعبئة الشارع الفلسطيني والعربي لردع الاحتلال في عيد الغفران وعيد العرش حيث الطقوس التوراتية تضاهي في خطورتها رقص وغناء المستوطنين في أزقة القدس.
ختاما .. الرادع الوحيد لإندلاع مواجهة واسعة وتصعيد كبير؛ والعائق الأهم في وجه السيناريو الأسوأ الذي رسمه شبتاي وترجمان؛ هو الحشد والتعبئة الفلسطينية أولا؛ والتحرك السياسي و الرسمي العربي والاسلامي؛ خصوصا الدول التي تبنت نهج التهدئة؛ والتي تبنت نهج الوساطة ثانيا؛ والضغوط الامريكية اخيرا.
فأمريكا ستتحمل الجزء الاكبر من مسؤولية التصعيد بعد أن قادت جهود محمومة خلال الشهرين الفائتين لخلق مناخ من التهدئة والاستقرار؛ لا يهدده سوى سلوك المستوطنين وجماعات الهيكل والساسة الاسرائيليين الطامحين لفتح شاروني جديد يقودهم للكنيست ولقيادة الحكومة.

* حازم عياد كاتب وباحث في العلاقات الدولية

المصدر: السبيل – عمان

موضوعات تهمك:

الأقصى في خطر حقيقة و”اتفاقات أبراهام” تلوث مآذنه

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة