هل حسمت السعودية الصراع لصالح الأسد؟

عبد الرحمن خالد5 أكتوبر 2018آخر تحديث :
هل حسمت السعودية الصراع لصالح الأسد؟

كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، عن أن العاهل السعودي الملك سلمان طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمساعدة في حملة عسكرية سرية. وبحسب مقال نُشر في الصحيفة، فإن الملك سلمان قد طلب من ترامب حملة عسكرية سريعة، خلال مكالمة هاتفية. ولم يكشف ترامب، عن مزيد من التفاصيل بحسب المقال، حيث قال أمام الحاضرين أن العملية قد تكون “سرية للغاية”. وأوضح المقال أن ترامب كشف عن أنه ساوم المملكة على 4 مليارات دولار من أجل تنفيذ العملية.

الرقم 4 يشبه كثيرا الرقم الذي قدمته المملكة العربية السعودية والإمارات للبنك المركزي السوري، في خضم العمليات النظامية ضد الثورة الثورية في أغسطس/ آب من عام 2011، لموازنة دعمها للأسد بالدعم العسكري من قبل حزب الله اللبناني.

ما هي العملية التي ستتكلف أربعة مليارات دولارا؟

لابد أن أعداء السعودية لن تكون الحرب ضدهم تتكلف 4 مليارات دولار، فإن إيران لن تخسر حرب دفع فيها أربعة مليارات دولار فقط. فيما سيكون من الصعب خوض الحرب في اليمن وإلا لما كانت العملية سرية للغاية، أما إن كانت الحرب في الجنوب اللبناني فإنه لابد أن حزب الله سيتلقي دعما عسكريا وسياسيا من قبل إيران.

بالنسبة للحرب في سوريا فمنذ رفعت السعودية وقطر أموالهما على المعارضة السورية المسلحة، فإن المساحة التي تركاها قد فرغت لصالح القوى المتصارعة في سوريا، لكن النصيب فقط قد ذهب للقوى التي تدخلت تدخلا عسكريا مباشرا، وأولهم روسيا ومن خلفها النظام السوري وإيران.

بالنسبة لتوازنات القوى في جانب المعارضة فإن الفصائل المسلحة المدعومة من قبل أنقرة، وبدعم من التدخل التركي سيكون لها التواجد الأكبر في الشمال السوري، لذلك كان لابد أن زيادة دعم واشنطن للمسلحين الأكراد في الشمال السوري.

وبحسب تصريحات سابقة أذار الماضي أيضا، لزعيم مليشيات حزب الله اللبناني حسن نصر الله فإن السعودية قد عرضت على بشار الأسد الدعم المادي من أجل إعادة إعمار سوريا، وقال نصر الله أن الأسد قد رفض الدعم الخليجي، فلم يتبقى لدى السعودية غير دفع واشنطن لزيادة حملاتها العسكرية في الشمال السوري، خصوصا وأن خصم للسعودية سياسيا كتركيا التي تتجه نحو إيديولوجيا نحو دعم جماعات الإسلام السياسي في المنطقة.

وكانت صحيفة واشنطن بوست” قد كشف في وقت سابق أيضا في أذار الماضي، عن أن السعودية طلبت من واشنطن الإنسحاب من سوريا، فيما طلبت واشنطن 4 مليارات دولار من أجل الإنسحاب.

ويعني ذلك أن السعودية تفكر في قبول بقاء الأسد كما كشف لاحقا حول خلافات بين رياض حجاب رئيس المعارضة المدعوم من الرياض والتي أدت لإستقالته في نهاية العام الماضي، مصرحا بأن تساهلا بشأن بقاء الأسد دفعه للإستقالة مما يمثل النهج السعودي الخفي في المنطقة، والذي يسمح للأسد بالسيطرة الميدانية على معظم سوريا، بسحب تمويل الفصائل التي كانت تدعمها، بالإضافة لمناصفة أنقرة أو مغالبتها على أكثر من النصف في الشمال السوري.

مما يدفع السعودية فيما بعد لمحاولة تكريس الأسد من خلال عرض الأموال، ثم فيما بعد تقوم بخفض اتجاه العداء ضد نظام الأسد إعلاميا ودبلوماسيا والتوجه بالدفة نحو الوجود الإيراني في سوريا، وتوجهها وتوافقها وتطابق رؤويتها مع الروؤية الروسية بحسب ما أعلن سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي بعد لقاء مع نظيره السعودي في موسكو قبل توقيع اتفاق ادلب مع أنقرة.

الخطة قديمة قدم بداية الثورة السعودية في خطط المملكة ضد الثورة السورية، “لا” للمعارضين والثائرين العرب الجدد، و”لا” للاسلام السياسي، ونعم للديكتاتور، بالإضافة لـ”لا” للإيرانيين، وهي المعضلة السعودية والأمريكية، والأن في نهاية الطريق اتضح كل شئ وأصبح الأسد منفردا عن الإيرانيين منفردا عن الروس.

جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، سخر من سيطرة النظام السوري على نصف سوريا مدمرة، متسائلا عن المواطنين وعن الإقتصاد، مهددا بعقوبات على نظام الأسد لن تقيم له قائمة، بولتون حذر روسيا من أن حليفا كالأسد لا يعد حليفا إلا كدافع للخسارة مطالبا موسكو بإعادة التفكير في استمرارها في دعمه.

لذلك فإن السعودية أخذت موقفا بعيدا عن الدوحة ثم أنقرة وأخذت جانب واشنطن ملاصقة، أو قل دافعا ومحفزا ماليا، والذي يمنح الفرصة لموسكو ودمشق في حسم الصراع عسكريا لتستقبلهم عند أخر النفق في إعادة الأعمار، بدفتر شيكات الإعمار، ودفتر شيكات العقوبات.

 

اقرأ/ي أيضا: كيف أقنع ترامب “خادم الحرمين” بدفع الجزية في 4 كلمات؟

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة