حفتر والدبيبة وإسرائيل: حلقة مفرغة من الصراع على السلطة

إيمان أمين16 يناير 2022آخر تحديث :
حفتر والدبيبة

مع سعي محموم للسيطرة على ليبيا من خلال الانتخابات المقبلة، زادت أنشطة المرشحان عبدالحميد الدبيبة وخليفة خفتر أبرز المتنافسان على السيطرة على ليبيا موحدة، في ظل تحكم كل منهما على شق من شقي البلاد الشرقي والغربي.

أجلت الانتخابات الليبية وعلى ما يبدو فإنها تقترب من التأجيل من جديد وسط توترات قد تؤدي إلى حرب بمجرد إعلان القائمة النهائية للمرشحين باستبعاد من لا يستحقون قانون الترشح لتلك الانتخابات، خاصة مع الحديث الرائج عن إمكانية استبعاد الجنرال المتقاعد قائد قوات شرق ليبيا خليفة حفتر ونجل الديكتاتور السابق سيف الإسلام معمر القذافي.

وعلى الرغم من ان الانتخابات تجرى في ليبيا إلا أن كلا المرشحين اتجها للخارج لتأمين حسم الفوز.

حفتر والدبيبة وإسرائيل

في نوفمبر الماضي كشفت وسائل إعلام عبرية أن صدام حفتر حمل رسالة من أبيه إلى حكومة الاحتلال، يطلب مساعدة سياسية وعسكرية إسرائيلية مقابل تعهده بإقامة علاقات دبلوماسية مستقبلية مع دولة الاحترار.

وقال الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية يوني بن مناحم في تغريدة له على موقع تويتر، أن ابن الجنرال حفتر، وصل إلى دولة الاحتلال من أجل طلب المساعدة حاملا رسالة يطلب فيها تلك المساعدات وفي المقابل تعهد بتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال مستقبلا.

وقالت صحيفة هارتس الإسرائيلية أن طائرة خاصة من النوع فالكوم أقلعت من دبي وهبطت في مطار غريون وبعد حوالي ساعة ونصف الساعة على الكدرج أقلعت تلك الطائرة مرة أخر وواصلت الطريق إلى ليبيا، مؤكدة أن نجل حفتر الذي كان على متنها أحد الشخصيات المؤثرة في الشرق الليبي.

حفتر
صدام حفتر

لا تعرف الصحيفة من قابل ابن الجنرال المتقاعد، في إسرائيل لكن دائرة “تيفيل” في وكالة التجسس التابعة للموساد، لها علاقات وارتباطات بخليفة حفتر الأب، مؤكدة أن علاقتيهما عميقة للغاية.

قبلها في إبريل أعلنت واشنطن بوست أن صدام حفتر التقى بمسؤولين استخباراتيين إسرائيليين في واشنطن، لمناقشة اوضاع المنطقة وكيفية دعم استقرار بلاده.

يرى محللون أن نجل حفتر يصور نفسه لإسرائيل ودول أخرى أنه مستقبل الاستقرار في ليبيا، في الوقت الذي لم يصل فيه بعد أبيه للسلطة بشكل شرعي وعلى الرغم من ذلك فإنه يرتب لما بعد أبيه من الآن.

لم يكن للحكومة الليبية في الشرق أي عداء واضح للتطبيع مع الاحتلال، بل إنهم عادة ما يغازلون دولة الاحتلال من بعيد، لكن عبدالحميد الدبيبة كرر أن يكسر تلك الاستراتيجية، وقام بزيارة مؤخرا الأسبوع الماضي إلى دولة الاحتلال بحسب تقرير نشرته جورزاليم بوست الإسرائيلية أن عبدالحميد الدبيبة المرشح الرئاسي المنافس لحفتر قد التقى رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيغ في الأردن من أجل بحث ملف تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال، مقدما وعودا بتقديمه أكثر مما سيقدمه منافسه حفتر في حال فاز بالرئاسة.

تعتبر مثل تلك الاجتماعات واللقاءات مشوهًا لسمعة المرشحين الشعبية، وعلى ما يبدو اختار أن ضمان دعما إسرائيليا على الاهتمام بالحصول على دعم من شريحة شعبية إضافية، خاصة وأن انصاره وأنصار الشرق لن يغير رأيهم علاقته بدولة الاحتلال مثلهم مثل أنصار حفتر. خاصة وأن الدبيبة نفى هذا اللقاء.

حفتر
عبدالحميد الدبيبة

في الوقت ذاته، ذكر تقرير جورزاليم بوست الإسرائيلية أن طائرة خاصة يمتلكها قائد قوات شرق ليبيا خليفة حفتر قد حطت في الأراضي المحتلة يوم الخميس الماضي، وهي طائرة من طراز Dassault Falcon 900، والتي اقلعت من ليبيا وهبطت لفترة قصيرة في قبرص قبل أن تتوجه إلى إسرائيل حيث بقيت هناك أكثر من ساعتين، قبل ان تعود مجددا إلى قبرص.

وتعد تلك الزيارة قبيل الانتخابات الليبية التي يدور حولها انقسام حاد في ليبيا قبل إجراءها، لما لليبيا من أهمية استراتيجية لدولة الاحتلال جراء موقعها الجيو استراتيجي، على البحر المتوسط والقريب من مصر، فيما على ما يبدو فإن دولة الاحتلال ستختار دعما للأكثر فائدة لها، لكن ذلك لا يعني ان دعمها كافي للفوز بالرئاسة أو حتى السيطرة على البلاد بعد الفوز.

موضوعات تهمك:

استبعاد حفتر من الرئاسيات.. زلزال سياسي له تداعيات أمنية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة