عندما قدمت جوليا زاهر ، صاحبة شركة الطحين الأكثر شعبية في دولة الاحتلال، تبرعًا لمجموعة صهيونية لحقوق المثليين مؤخرًا، اعتبر ذلك تصرفًا غير عادي.
قالت السيدة زاهر ، 65 سنة ، وهي مواطنة عربية من عرب 48، في مقابلة: “عندما أرى الناس في مكان صعب ، أحب دائمًا مساعدتهم”. “إذا أدار الجميع ظهورهم لهذا المجتمع ، فمن سيساعد؟”
كانت ردة الفعل في المجتمع العربي في الأراضي المحتلة عام 1948، المحافظ اجتماعياً سريعة ولا ترحم.
دعا نشطاء إلى مقاطعة شركتها. كما تداولت مقاطع فيديو على فيسبوك وتويتر لأصحاب متاجر عرب يسحبون طحينة الأرز من رفوفهم ويرمونها في القمامة. وقال مسؤول تنفيذي في واحدة من أكبر سلاسل البقالة المملوكة للعرب في إسرائيل ، المشداوي ، إنه يفكر في إسقاط الأرز من متاجرها الـ 14.
قال جبر حجازي ، صاحب سوبر ماركت في مدينة طمرة الشمالية ، والذي توقف فجأة عن حمل العلامة التجارية: “لدينا قيم نتبعها”. “إنها مسألة بسيطة.”
لكن نشطاء حقوق المثليين يقولون إن الجدل كان له تأثير جانبي مرحب به وهو تركيز الانتباه على مجموعة تم تجاهل مشاكلها لفترة طويلة: أعضاء مثليين ومتحولين جنسياً من الأقلية العربية في إسرائيل ، الذين يقولون إنهم مهمشون ومميزون مرتين.
من جهته قال خضر أبو سيف ، 33 عامًا ، وهو ناشط في حقوق المثليين في تل أبيب: “هذا حدث ضخم”. “بالطبع ، نحن نرى قبحًا ، لكننا نشهد أيضًا دعمًا من أشخاص لم يتحدثوا أبدًا علانية لنا في الماضي.”
وتعد المتبرعة في الأساس معلمة مدرسة، واستمرت في عملها لعقود، ورثت على عمل طحينة زوجها عندما مات بعد نوبة قلبية في عام 2003.
وقالت في مقابلة يوم السبت في تل أبيب إن الشركة في وضع مالي ضعيف. لكنها ضخت نفسها في ذلك ، وسددت الديون ، وإقناع البنك بإقراض المزيد من الأموال ورفع مستوى عملية التصنيع.
واليوم ، ينتج مصنعان لشركتها في منطقة الناصرة ما بين 20 إلى 25 طنًا من الطحينة يوميًا. إن المعجون السميك الذي يصنعونه من بذور السمسم الإثيوبي موجود في كل مكان تقريبًا في محلات السوبر ماركت والمطاعم في إسرائيل ، ويتم تصديره إلى 18 دولة بما في ذلك الولايات المتحدة. وأصبحت السيدة زاهر المرأة النادرة التي تقود شركة كبرى مملوكة للعرب.
ليست غريبة عن الأعمال الخيرية، فقد قدمت تبرعات سابقة لصالح حقوق المرأة والأشخاص ذوي الإعاقة.
التبرع الذي قدمته إلى Aguda ، وهي منظمة يهودية لحقوق المثليين ، كان دافعا لقيام الدنيا عليها من قبل عرب 48.
ورفض الرئيس التنفيذي للمجموعة ، أوهاد حزكي ، الإفصاح عن المبلغ الذي قدمته السيدة زاهر ، لكنه وصفها بأنها “مهمة”. وقال إن الخط الساخن سيفتح للمكالمات بحلول الشهر المقبل.
اندلع الجدل عندما شكر أغودا السيدة زاهر علانية على تويتر في 1 يوليو.
أعرب معاذ الخطيب ، أحد أبرز المعارضين للتبرع ، عن آراء العديد من النقاد ، قائلاً إنه ليس لديه اعتراض على ما يفعله المثليون والمتحولين جنسياً على انفراد ، لكن التبرع سيسهم في “تطبيع” “غير الطبيعي” الخاص بهم طريقة الحياة للجمهور العربي.
قال السيد الخطيب ، الذي استخدم مصطلحات مهينة لوصف أعضاء مجتمع المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسية ، وزعم أنهم يعانون من “اضطرابات نفسية” تتطلب “علاجًا”: “الأمر الأكثر إشكالية هو عندما يشارك العرب في هذه الجهود”.
وتحدث فلسطينيون أن تلك التبرعات قد يكون فقراء العرب وغيرهم من الفلسطينيين في مختلف الأراضي المحتلة الذين يعانون من ويلات الحرب والحصار وغيرها من الأزمات، أولى بتلك الأموال من جمعية لحقوق المثليين في دولة الاحتلال الصهيوني.
لكن المقاطعة اجتذبت أيضا معارضة عامة من أنصار حقوق المثليين.
وكتبت هناء عموري ، من مدينة يافا الساحلية ، على الفيسبوك: “أنا مع الأرز ضد المقاطعة”. “أولئك الذين لا يزالون يقولون ويفكرون أن المثليين يحتاجون إلى بعض القراءة”.
وأشار الناشط ، السيد أبو سيف ، إلى أن مشرّعة عربية من عكا ، عايدة توما سليمان ، تحدثت دفاعًا عن مجتمع الميم ، وهو مثال نادر ، وعلامة على أنه أصبح أكثر صعوبة بالنسبة للعرب السياسيين للبقاء على الهامش عندما تعرض مجتمع LGBT للهجوم.
وبصرف النظر عن ردة الفعل المعادية للمثليين ، انتقد بعض العرب المثليين أيضًا التبرع للذهاب إلى منظمة إسرائيلية ، التي يؤكدون أنها تدعم السياسات التي تعمل على محو التجربة الفلسطينية ، بدلاً من الفلسطينية. وتنفي أغودا الاتهام ، قائلة إنها تدعو إلى المساواة في الحقوق لجميع المثليين والمتحولين جنسياً في إسرائيل ، بغض النظر عن خلفيتهم الدينية أو القومية.
ويقول نشطاء إن تبرع الأرز لم يكن سوى أحدث حلقة في سلسلة من المظاهرات العامة لدعم المثليين والمثليات العرب.
في مايو ، حضر الآلاف من المعزين جنازة أيمن صفية ، راقص مثلي الجنس غرق في البحر الأبيض المتوسط بعد المساعدة في إنقاذ حياة صديق. وفي أغسطس الماضي ، تظاهر مئات الأشخاص في حيفا بعد طعن شاب متحول عربي.
قال فادي خوري ، 35 سنة ، وهو محام مدافع عن الحقوق المدنية من حيفا ، “ما رأيناه هو تحطم المحرمات ببطء”. “كل ما حدث في العام الماضي هو تتويج للعمل الذي تم على مدى العقدين الماضيين – كل الجهود التي بذلها النشطاء لتعزيز التغيير الاجتماعي في هذه القضية.”
لكن السيدة زاهر ، التي كان هاتفها يرن باستمرار على مدار الأسبوع الماضي ، قالت إنها ما زالت محيرة بسبب الضجة.
قالت: “لم يكن بإمكاني أبداً أن أتخيل حدوث شيء كهذا”. “ليس من المنطقي أن تفعل شيئًا إيجابيًا ثم تحصل على شيء سلبي في المقابل”.
