حرب الاستنزاف في التعليم الوطني

د. محمد السعيد عبد المؤمن29 يناير 2022آخر تحديث :
التعليم

استنزاف الطلاب وأولياء أمورهم له تداعيات لا يحمد عقباها لأنها تمنع النابهين من التعليم وتشعرهم بالذلة وتمنع الباحثين المخلصين من البحث العلمي.

أدعوكم بحق الله والوطن والشعب المستنزف أن تتقوا الله فيما تتخذونه من قرارات في غير صالح التعليم الوطني وشعب لا يضن بما رزقه الله في افتداء هذا الوطن.

جهلة غير واعين يظنون أنهم يخدمون الدولة بينما يحطمون أساسا رئيسيا في قوتها وعزتها وصمودها وفخرها هو أساس التعليم الوطني.

استنزاف مادي ومعنوي ظالم لطلاب العلم والباحثين الشباب الذين ينبغي أن يكونوا عدة مستقبل هذا البلد العظيم أمر لا يرضاه الله ولا الناس، ولا المسؤولون الجادون المخلصون لهذا الوطن.

* * *

حرب الاستنزاف التي ساعدت على تحجيم العدو ومهدت لنصر أكتوبر العظيم كانت عملا بطوليا لأبناء مصر الأبرار، كتب في ميزان حسناتهم، فقد سطروا قيمة يعتز بها الشعب المصري وتفخر بها قواته المسلحة.
إنما أن يقوم جهلة غير واعين يظنون أنهم يخدمون الدولة في حين أنهم يحطمون أساسا رئيسيا في قوتها وعزتها وصمودها وفخرها، وهو أساس التعليم الوطني، بأن يقوموا بالاستنزاف المادي والمعنوي الظالم لتلاميذ وطلاب العلم والباحثين الشباب الذين ينبغي أن يكونوا عدة مستقبل هذا البلد العظيم، فهو أمر لا يرضاه الله ولا الناس، ولا المسئولون الجادون المخلصون لهذا الوطن.
إن أضرار استنزاف التلاميذ والطلاب وأولياء أمورهم خطر له تداعيات لا يحمد عقباها، لأنها تمنع النابه من أبناء هذا الوطن من التعليم وتشعره بالذلة، كما تمنع الباحثين المخلصين من البحث العلمي.
فمن يكافح لأجل لقمة العيش ويجد نفسه مضطرا لحرمان نفسه من أساسيات الصحة والحياة لتأمين ما تستنزفه مؤسسات التعليم، لن يكون المواطن الصالح الذي يخدم بلده بإخلاص أو تفان.
وربما يتحول إلى حانق على الوطن والدولة، وربما يسير في مسار المخربين والإرهابيين انتقاما لإحساسه بالظلم، أو لتعويض ما استنزف منه من مال أو صحة أو عافية أو مجهود بدون فائدة تذكر من سوء التعليم وسطحية المعلم، وغباء المخطط.
إن افترضنا أن هناك من يستطيع أن يتحمل كلفة التعليم الأجنبي أو الاستثماري أو الإتجاري فهو سيسعى إلى تعويض ما دفع، إما بسلوك طريق غير شرعي أو الهجرة للخارج أو العمل لدى المؤسسات الأجنبية أو الاستثمارية، وهذا يعني أنه سيخرج من نطاق العاملين لأجل الوطن، بل يصبح أنانيا، لا يخدم إلا نفسه بحق أو بغير حق.
إن التعليم ليس مجالا للاستنزاف المادي والمعنوي والأخلاقي، أو قرارات ظاهرها مصلحة الدولة والطالب، أو تحسين الخدمات التي تقدم له، أو أنها من أجل تحسين مستواه العلمي والبحثي، في حين أنه يدرك أن كل هذه القرارات لا تحقق أمله أو أمل الوطن في الإصلاح والارتقاء والرفعة.
{ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا..}(سبأ:46)، وأدعوكم بحق الله عليكم وحق الوطن وحق هذا الشعب المستنزف أن تتقوا الله فيما تتخذونه من قرارات غبية ليست في صالح التعليم الوطني ولا صالحكم، ولا صالح هذا الشعب الذي لا يضن بما رزقه الله في أن يفدي هذا الوطن.
ألا هل بلغت اللهم فاشهد.

* د. محمد السعيد عبد المؤمن أستاذ الدراسات الإيرانية بكلية الآداب، جامعة عين شمس.

موضوعات تهمك:

التعليم بين فرضيات الأمن وتجذير الروتين

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة