حرب أوكرانيا تكشف نقصا حادّا بمخزون الأسلحة الدفاعية الغربية

محمود زين الدين12 يوليو 2022آخر تحديث :
حرب أوكرانيا

هوس الغرب المتعلق بالأسلحة عالية التقنية حجب أهمية الحفاظ على مخزون من المعدات الجفاعية الأساسية.
ذهب قسم كبير من إنفاق الناتو لأنظمة متقدمة كالطائرات المقاتلة، التي لم ينشرها الغرب في حرب أوكرانيا.
نقص القدرة الإنتاجية والعمالة والفوضى في سلاسل التوريد، خاصة رقائق الحاسوب، أمور تعني فترات زمنية طويلة لتجديد المخزونات.
هذا النقص يظهر خمول الغرب تجاه تهديدات محتملة منذ نهاية الحرب الباردة، ويظهر الآن لدى الرغبة بدعم أوكرانيا عسكرياً.
حرب أوكرانيا كشفت صغر حجم مخزون الأسلحة الدفاعية بالغرب والإمدادات الضرورية مثل قذائف المدفعية، التي كانت الدعامة الأساسية للقتال.
كان الدفاع الغربي بالعقدين الماضيين موجها نحو محاربة تمردات الشرق الأوسط، بدلاً من الاستعداد لمعارك الدبابات والمدفعية الثقيلة، كالتي في أوكرانيا.
روسيا تعاني مشاكل إمدادات وتجري شركات الدفاع ثلاث مناوبات لتجديد الدبابات القديمة ويتمّ تجديد إمدادات الذخيرة جزئياً من مستودع تخزين ضخم في بيلاروسيا.
* * *
ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، اليوم الإثنين، أن الحرب الروسية على أوكرانيا كشفت عن الحجم الصغير لمخزون الأسلحة الدفاعية الغربية، خصوصاً الإمدادات الضرورية مثل القذائف المدفعية، التي كانت الدعامة الأساسية للقتال.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في مايو/أيار الماضي، عندما طلبت واشنطن 1300 صاروخ ستينغر المضادة للطائرات لاستبدال تلك التي تمّ إرسالها إلى أوكرانيا، أكد الرئيس التنفيذي لشركة “رايثون” المصنّعة لها أن الأمر سيستغرق بعض الوقت.
وفي حين أرسلت باريس 18 مدفع قيصر إلى كييف، وهو ربع مخزونها الإجمالي من المدفعية عالية التقنية، فإن الشركة الفرنسية “نيكستر” ستحتاج إلى 18 شهراً لصناعة مدافع جديدة.
ولفتت الصحيفة إلى أن نقص القدرة الإنتاجية والعمالة والفوضى في سلاسل التوريد، خصوصاً رقائق الكمبيوتر، كلّها أمور تعني فترات زمنية طويلة لتجديد المخزونات.
ويقول مسؤولون دفاعيون ومحللون إن هذا النقص يظهر خمول الغرب تجاه التهديدات المحتملة منذ نهاية الحرب الباردة، والتي تظهر الآن من خلال الرغبة في دعم أوكرانيا عسكرياً، مشيرين إلى أن الهوس المتعلق بالأسلحة عالية التقنية حجب أهمية الحفاظ على مخزون من المعدات الأساسية.
وفي السياق، يقول جايمي شيا، المدير السابق لتخطيط السياسات في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إن أوكرانيا درس في كيفية كسب الحرب في كثير من الأحيان من خلال العناصر الكلاسيكية للمدفعية، والقوات البرية، والاحتلال.
وتلفت الصحيفة إلى أن هذا الشح في مخزون الأسلحة الدفاعية قد يؤثر على قدرة الغرب على إمداد المجهود الحربي الذي تبذله كييف. فوفق خبير المشتريات الأميركي أليكس فيرشينين، فإنّ إجمالي الإنتاج السنوي الأميركي من قذائف المدفعية عيار 155 مليمتراً، مثلاً، سيستمرّ أقلّ من أسبوعين من القتال في أوكرانيا، معتبراً أن هذا الصراع يمثّل عودة الحرب الصناعية.
وفي هذا الإطار، يستذكر شيا أزمة القذائف الكبرى في الحرب العالمية الأولى، مذكّراً بفضيحة عام 1915، عندما أدى استخدام المدفعية الهائل في حرب الخنادق إلى استنفاد المخزونات البريطانية، وهو نقص أدى لخسائر كبيرة في القوات، واستقالة رئيس الوزراء آنذاك هربرت هنري أسكويث.
وتنقل الصحيفة عن وزير الدفاع البريطاني بن والاس قوله إن الدول الغربية ستعاني لشنّ حرب طويلة الأمد مماثلة للعدوان الروسي على أوكرانيا، إذ إن مخزونات الذخيرة لديها غير كافية للتهديدات التي تواجهها.
وذكرت “فايننشال تايمز” أن قسماً كبيراً من إنفاق حلف شمال الأطلسي (الناتو) كان على أنظمة متقدمة، مثل الطائرات المقاتلة، التي لم ينشرها الغرب في هذا الصراع، مشيرة إلى أن الدفاع الغربي في السنوات العشرين الماضية كان موجهاً على الأغلب نحو محاربة التمردات في الشرق الأوسط، بدلاً من الاستعداد لمعارك الدبابات والمدفعية الثقيلة، مثل تلك التي في أوكرانيا.
ويسعى مصنّعو الأسلحة الغربيون جاهدين لتأمين الإمدادات من المكونات والمواد النادرة لصنع أسلحة وذخائر كانت بالكاد مطلوبة حتى وقت قريب. ووفقاً لشركة “ريثيون”، لم تعد بعض المكونات الإلكترونية لصواريخ ستينغر، التي تمّ تصنيعها أخيراً على نطاق واسع قبل 20 عاماً، متوفرة تجارياً.
وتؤكد الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين ومحللين، أن روسيا تعاني أيضاً من مشاكل في الإمدادات. ويقال إن شركة الدفاع “يورال واغون زافود” تجري ثلاث مناوبات لتجديد الدبابات القديمة، كما يتمّ تجديد إمدادات الذخيرة جزئياً من مستودع تخزين ضخم في بيلاروسيا.

المصدر: العربي الجديد

موضوعات تهمك:

أوكرانيا وضباب الدبلوماسية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة