تعرف علي الماضي المظلم للبابا الفاتيكان فرانسيس في دعم الديكتاتورية العسكرية بالأرجنتين

أشرف السعدني25 فبراير 2019آخر تحديث :
بابا الفاتيكان يلطم وجهه
بابا الفاتيكان يلطم وجهه

تعرف علي الماضي المظلم للبابا الفاتيكان فرانسيس في دعم الديكتاتورية العسكرية بالأرجنتين

بابا الفاتيكان وحكام الأمارات

كان القتل والتعذيب و”الإخفاء” شائعاً في ظل الديكتاتورية العسكرية التي سيطرت على الأرجنتين في السبعينات، وكان البابا “فرانسيس”، الذي يتم الترحيب به كشخصية “تقدمية” اليوم، مؤيدًا للطغمة الأرجنتينية، حتى إنه ساعد في بعض الفظائع التي ارتكبت آنذاك.

منذ أن بدأت بابويته في عام 2013 تم وصف البابا “فرانسيس الأول” بأنه إصلاحي يساري ملتزم بالحد من الفقر العالمي ومكافحة تغير المناخ، وقد اتخذ مواقف أخرى شعبية تعرفه بأنه تقدمي سياسيا.

اقرأ/ي أيضا: محاكم التفتيش الحديثة

ومع ذلك، فقد أغفل الإعلام الغربي باستمرار ماضي زعيم الكنيسة المشكوك فيه، والذي يوضح لامبالاته تجاه المظلومين أو حقوقهم الإنسانية.

في عام 1973، سقطت تشيلي في انقلاب مدعوم من الولايات المتحدة أدى إلى تنصيب الديكتاتورية العسكرية الوحشية للجنرال “أوجوستو بينوشيه”.

لكي لا تختلط الامور نرجو ان تقرأ:تعريف الطائفية والزعماء الطائفيين

في ذلك الوقت، اتخذ الكاردينال “راؤول سيلفا هنريكيز”، موقفاً ضد النظام العسكري الذي تم تنصيبه حديثاً في مخاطرة شخصية كبيرة، وهي خطوة يعتقد أنها حدت إلى حد ما من موجة الاغتيالات السياسية والتعذيب التي استهدفت أنصار الرئيس المخلوع في شيلي “سلفادور الليندي” وغيره من المعارضين لحكم “بينوشيه”.

اقرأ/ي أيضا: هل زيارة البابا للإمارات هي استمرار لأساسيات وسياسات الحروب الصليبية الغربية

بعد 3 سنوات في عام 1976، وقعت الأرجنتين ضحية لانقلاب مدعوم من الولايات المتحدة قام بتنصيب طغمة عسكرية.

في ذلك الوقت، كان البابا “فرانسيس”، الذي كان معروفًا باسمه الحقيقي “خورخي ماريو بيرجوليو”، يتزعم اليسوعيين الأرجنتينيين، وفي حين أن عددًا من الشخصيات في الكنيسة الكاثوليكية انشقت عن حكم “فيديلا”، لم يكن “بيرجوليو” واحدًا منهم.

في الواقع، ساعد “بيرجوليو” نظام “فيديلا” في قتل المعارضين، وقد أكدت وثائق حكومية كُتبت في ذلك الوقت دوره في الإبلاغ عن بعض أعضاء كنيسته إلى الحكومة العسكرية.

اقرأ/ي أيضا: الراهبات جواري في كنيسة الفاتيكان

وفي مايو 1976، اختطف اثنان من اليسوعيين، هما “فرانسيسكو جاليكس” و”أورلاندو يوريو”، من قبل فرق الموت واقتيدا إلى مركز الاحتجاز بسبب الحديث عن التعذيب و “اختفاء” المعتقلين.

وبعد خمسة أشهر من التعذيب المرهق، أُفرج عنهما وأُلقي بهما في الشارع نصف عراة، وعند الإفراج عنهما، فقد حاولا الشكوى من “بيرجوليو” إلى الفاتيكان، ولكن تم إبلاغهم بأنهما طردا بالفعل من صفوف اليسوعيين بسبب علاقات نسائية مزعومة وأمور تتعلق بالطاعة الدينية.

اعرف اكثر: خفايا الحملة الصليببية لترامب

خلال المحاكمات الأولى المتعلقة بجرائم الحكومة العسكرية الأرجنتينية في عام 1985، اتهم “يوريو” مباشرة “بيرجليو” بتسليمه، إلى جانب 6 مدنيين من رعيته، إلى فرق الموت، وقال للمحكمة: “أنا متأكد من أنه هو نفسه من قدم القائمة بأسمائنا إلى السلطات”.  للاطلاع على صورة: بابا الفاتيكان عريان وابن زايد معه كمان

رفض “جاليكس” التعليق على المسألة في ذلك الوقت، بعد أن دخل حياة العزلة في دير ألماني، ومع ذلك، بعد سنوات، روى في كتاب أن “بيرجوليو” قال للكهنة إنه سيحرص على أن يعرف العسكريون أنهم ليسوا إرهابيين.

وكتب “جاليكس”: “عبر النظر في 30 وثيقة تمكنت من الوصول إليها في وقت لاحق، تمكنا من إثبات، دون أي مجال للشك، أن هذا الرجل لم يف بوعده، ولكن على العكس، سلم العديد من الأبرياء إلى الجيش”.

 

اقرأ/ى أيضا: أهم الأخبار الفنية والثقافية فى العالم العربى والغربى هنا

وأصبح الأعضاء الستة الآخرون الذين أبلغ عنهم “بيرجوليو” من بين الآلاف ممن “اختفوا” خلال الحرب القذرة في الأرجنتين، وكان من بينهم 4 مدرسين مرتبطين بالإبرشية واثنين من أزواجهم.

تجنب المسؤولية

في السنوات التي تلت ذلك، تذرع “بيرجوليو” بحقه بموجب القانون الأرجنتيني لتجنب الظهور في المحكمة المفتوحة ولم يدل بشهادات سوى مرة واحدة في عام 2010 بشأن الجرائم التي اتهم بها، ووفقا لمحامية حقوق الإنسان “ميريام بريجمان”، كانت إجاباته “مراوغة”.

حاول “بيرجوليو” أيضا أن يدعي أنه كان غير مدرك لفظائع الديكتاتورية العديدة حتى بعد سقوط النظام العسكري، ومع ذلك، وكما لاحظت “بريجمان”، فإن تصريحاته أثبتت أن المسؤولين في الكنيسة كانوا يعرفون من البداية أن المجلس العسكري يعذب ويقتل مواطنيه.

ألف فضيحة جنسية .. الفاتيكان من الخصيان للشذوذ

وأضافت في مقابلة مع شبكة “سي بي إس نيوز”: “لم يكن من الممكن أن تعمل الديكتاتورية بهذه الطريقة بدون هذا الدعم الرئيسي”.

وبالإضافة إلى ذلك، ادعى “بيرجوليو” أنه لم يكن يعلم شيئاً عن ممارسة الديكتاتورية لجرائم سرقة أطفال الأمهات المختفيات، اللائي اختُطفن، وظللن أحياء حتى الولادة ثم أُعدمن، قبل أن يتم منح كفالة أطفالهن لعائلات عسكرية. ومع ذلك، فقد أثبتت شهادات أولئك الذين سعوا لمساعدته في العثور على أقاربهم المفقودين أن هذا الادعاء غير دقيق.

الأكثر إثارة للسخرية هو أن “بيرجوليو” أو “فرانسيس” كما يعرف اليوم قد تم الإشادة به لإدخاله “اللاهوت التحريري” المعادي للرأسمالية إلى الكنيسة الكاثوليكية.

فضيحة الفاتيكان الجديدة، حماية مرتكبي الفضائح الجنسية والاعتداءات الجنسية

لكن قبل عقود من الزمان، كان “فرانسيس” قد اتهم الكهنة أنفسهم الذين سلمهم للتعذيب بسبب نشر هذا اللاهوت ذاته، وخلال فترة حكمه في زعامة اليسوعيين، دعم “فرانسيس” أيديولوجية تتعارض مع هذا اللاهوت، حيث تبنى السياسات النيوليبرالية للديكتاتورية، التي صاغها وزير الاقتصاد آنذاك “خوسيه ألفريدو مارتينيز دي هوز”، وهو صديق مقرب لـ”ديفيد روكفلر”.

على الرغم من جرائمه السابقة فإن جوقة دعم البابا المستمرة من وسائل الإعلام الغربية تُظهر أنه، مع تغطية إعلامية كافية، يمكن دفن أكثر الجرائم وضوحا وإخفائها عن الأنظار.

 

اعرف اكثر: : سلمان العودة في محاكم التفتيش السعودية وبابا الفاتيكان يتمختر في جزيرة العرب

ترجمة أسامة محمد
المصدر | ويتني ويب

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة