تصعيد الاحتلال بالقدس خلط دوافع أمنية وانتقامية بالسياسة الحزبية والشخصية

محمود زين الدين25 أبريل 2022آخر تحديث :
الاحتلال

يدرك قادة حكومة الاحتلال أن أيامها معدودة بعد انتقال رئيسة الائتلاف الحاكم عيديت سيلمان من يمينا حزب بينيت إلى المعارضة.
في جمعة رمضان الثالثة توقف المستوطنون عن الاقتحام لكن مئات الجنود قاموا بذلك واعتدوا مجددا على المصلين من مسنين ونساء وصحافيين.
تشهد القدس مزيدا من التصعيد والإصرار على كسر روح الفلسطينيين وتثبيت السيادة الإسرائيلية فيها باقتحام الأقصى وإلقاء قنابل غازية وصوتية داخله.
تسود حالة تعادل داخل الكنيست 60 مقابل 60 ما يعني أن الحكومة أصبحت «بطة عرجاء» عاجزة على تمرير قوانين وتفقد شرعيتها الجماهيرية يوما بعد آخر.
* * *
طيلة أيام كان أقطاب حكومة الاحتلال يتحدثون عن رغبتهم إغلاق الحرم القدسي الشريف أمام اليهود والسائحين في العشر الأواخر والسعي لتهدئة الأوضاع، لكن على الأرض كانت القدس تشهد المزيد من التصعيد والإصرار على مواصلة المحاولات لكسر روح الفلسطينيين وتثبيت السيادة الإسرائيلية فيها حتى بثمن اقتحام الأقصى وإلقاء القنابل الغازية والصوتية داخله.
بعد يوم الجمعة الثالث في رمضان توقف المستوطنون عن الاقتحام لكن مئات الجنود قاموا بذلك واعتدوا من جديد على المصلين من مسنين ونساء وصحافيين وكل ذلك بذريعة مكافحة الشغب ومنع أتباع حركة حماس من التظاهر والقيام بعمليات «استفزازية».
وأمام تساؤلات دولية عما يفعله جنود الاحتلال داخل مكان مقدس، وأمام خسارة الاحتلال في المعركة على الرواية والوعي في العالم بفضل أشرطة فيديو لا تكذب وتوثق هذه الاعتداءات التي وصفتها الحكومة الفلسطينية بالبربرية، استل وزير خارجية الاحتلال يائير لبيد تفسيرا غريبا غير مسبوق مفاده أن إسرائيل تعمل على تأمين حرية العبادة ومنع الشباب المشاغبين من تنغيص مشاعر المصلين من خلال مظاهراتهم مع التشديد اللفظي أن إسرائيل لا تريد تغيير «الوضع الراهن» في الحرم، بعكس الوقائع على الأرض.
ورغم الانتقادات والتساؤلات في العالم عن هذه الاعتداءات المتكررة على المدنيين الفلسطينيين والصحافيين والعبث ببرميل بارود كامن في الأقصى لم تتوقف «حكومة التغيير» عن الانتهاكات التي حذرت من تبعاتها بعض الجهات الإسرائيلية غير الرسمية.
ويبدو أن قادة هذه الحكومة باتوا يدركون أن أيامها باتت معدودة بعدما انتقلت رئيسة الائتلاف الحاكم النائب عيديت سيلمان من يمينا حزب رئيس الحكومة نفتالي بينيت إلى صفوف المعارضة لتسود حالة تعادل داخل الكنيست الإسرائيلي 60 مقابل 60 ما يعني أن الحكومة أصبحت «بطة عرجاء» غير قادرة على تمرير مشاريع قوانين وتفقد شرعيتها الجماهيرية يوما بعد يوم.
وما زاد من محنتها مزاودات المعارضة عليها واتهامها بالعجز والضعف في مواجهة التحديات الأمنية خاصة بعد سلسلة عمليات فدائية فلسطينية جعلت أوساطا إسرائيلية واسعة متعطشة للانتقام ولتقاسم الأقصى مكانيا وزمانيا.
وهذا ما تبوح به بعض الأوساط الصهيونية المتشددة وهذا ما يفسر ارتفاع شعبية رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو في الشهر الأخير.
موضوعات تهمك:

هل القدس مدينة لكل الأديان حقاً؟!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة