تشديد العقوبات

محرر الرأي30 أبريل 2019آخر تحديث :
تشديد العقوبات

تشديد العقوبات

  • هل التهديدات الإيرانية بإغلاق المضيق جادة وقابلة للتنفيذ، أم مجرد دعاية وبالونة اختبار؟
  • هل إشعال جبهات كثيرة بالمنطقة وحول العالم الذي أعلن عنه عسكريون إيرانيون خيار إيراني واقعي؟
  • إيران تتوقع أن تستغل الصين والهند وتركيا القرار الأميركي الجديد لشراء النفط الإيراني بسعر منخفض.

****
بقلم | د. شملان يوسف العيسى

اتخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب خُطوات جديدة لتشديد الحصار على إيران اقتصادياً ومالياً وتجارياً، وذلك بإعلانه إنهاء الإعفاءات الاستثنائية من العقوبات النفطية لصالح بعض الدول الشريكة للولايات المتحدة، والمعتمدة في جزء من وارداتها في مجال الطاقة على النفط الإيراني.

وقد أعلن البيت الأبيض في بيان له، الأسبوع الماضي، أن الدول المشمولة بذلك العفو، وهي الصين والهند وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا والعراق وإيطاليا، ستواجه عقوبات أميركية اعتباراً من مطلع شهر مايو المقبل إذا استمرت في شراء النفط من طهران.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن بلاده ستعمل من أجل الوصول بصادرات إيران النفطية إلى الصفر، وذلك بهدف حرمان النظام الإيراني، الخارج على القانون وقواعد العلاقات الدولية بحسب بومبيو، من عائدات النفط الخام التي يستغلها في دعم الإرهاب وفي زعزعة استقرار المنطقة والعالم.

ومن العقوبات الأخرى الموجعة التي أعلنتها واشنطن ضد طهران، في الأسابيع الأخيرة الماضية، إدراج الحرس الثوري الإيراني في القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية.

وقد جاءت ردود الفعل الإيرانية على الخطوات الأميركية غاضبةً وانفعاليةً وغير واقعية بالمطلق، حيث ندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، بالإجراءات الأميركية المذكورة.

وأعلن أن بلاده ستواصل العمل على تصدير نفطها بشكل غير رسمي عبر تعبئة السفن في عرض المحيطات، مضيفاً أن طهران تتوقع أن تستغل الصين والهند وتركيا، القرار الأميركي الجديد لشراء النفط الإيراني بسعر منخفض. ولم يذكر اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، لأنها ثلاثتهم توقفت منذ شهر أكتوبر الماضي عن شراء واستيراد خام النفط الإيراني.

وترى إيران أن تصفير صادراتها النفطية يعني خنق اقتصادها، لذلك تعتقد أن من حقها الرد ولو بإغلاق مضيق هرمز في وجه ناقلات نفط دول الخليج العربية! والسؤال هنا هو: هل التهديدات الإيرانية بإغلاق المضيق جادة وقابلة للتنفيذ، أم مجرد دعاية وبالونة اختبار؟

من الصعب على إيران الإقدام على تنفيذ خيار عسكري من ذلك النوع، لأن ارتباط مصالح الدول العظمى بنفط الخليج ارتباط كبير جداً، لذا يصعب أن تسمح أي من هذه الدول بإغلاق ممر مائي دولي استراتيجي مثل مضيق هرمز.

ومن الواضح أن خياراً كهذا سيضع إيران في مواجهة دولة عظمى مثل الولايات المتحدة، وهي مواجهة -بطبيعة الحال- غير متكافئة وغير معقولة.
الخيار الآخر الذي أعلن عنه بعض العسكريين الإيرانيين، هو إشعال جبهات كثيرة في المنطقة وبعض أرجاء دول العالم، ويعني ذلك استغلال إيران لأنصارها من المليشيات والأحزاب الشيعية الموالية لها في بعض الدول العربية.

ومنها على سبيل المثال «الحشد الشعبي» في العراق و«حزب الله» العراقي و«عصائب أهل الحق» وغيرها من الأحزاب والحركات السياسية في بلاد الرافدين..

فضلاً عن «حزب الله» اللبناني الذي أعلن قادته أنهم سوف يدافعون عن أنفسهم ضد أي تحرك أميركي! كما أن لإيران أعواناً ومناصرين في اليمن.. لكن كل هذا لن يستطيع تغيير شيء في معادلة القوة.

نتمنى أن ترضخ إيران لصوت العقل، وأن تلتزم بالشروط الدولية التي تمنعها من التدخل في شؤون الآخرين، وأن تتوقف عن دعم الحركات الإرهابية في المنطقة. إنَّ مصلحة إيران تتلخص في الاهتمام بمصالح شعبها في الداخل بدلاً من خلق المشاكل لغيرها في الخارج.

* د. شملان يوسف العيسى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت
المصدر | الاتحاد – أبوظبي

موضوعات تهمك:

اقتصاديات الحافّة

ترامب والتحرش بالنفط الإيراني

هل تقبل طهران الحوار الفكري العربي ــ الإيراني؟

ماذا بعد مرور 40 عاما من حكم الملالى الإيرانى؟!

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة