تربية الأبناء آمانة كبيرة تعرف على اساسياتها

محمد عوض18 أكتوبر 2018آخر تحديث :
التربية
التربية

سنبدأ رحلة جديدة فى كتاب ممتع

” تربية الطفل والمراهق  – رؤية نفسية إسلامية ”  ..للدكتور محمد كمال الشريف .

 

روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “تجدون الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا…”.

المحتويات

ماذا نستنتج ؟

والرسول صلى الله عليه وسلم يلفت أنظارنا في هذا الحديث إلى أهمية الفروق في الشخصية، والقدرات، والثقافة، في تحديد المستوى الذي يبلغه المسلم، من حيث تحقيقه للإسلام في حياته، حتى يكون من خيار المسلمين.

كيف نصل الى الخيرية ؟

            وإن صفات شخصية الإنسان من حيث النضج والتوازن، هي من أهم ما يجعل الإنسان من الخيار في الجاهلية، إذ قبل أن يتحرر الإنسان من الجاهلية، ويدخل في الإسلام، لن يكون لمعتقداته الضالة الفضل في جعله من الخيار، فالكفر كله ملة واحدة، إنما سلامة الشخصية الإنسانية من العيوب النفسية والخُلُقية عموماً، هي ما يميز بين خيار الناس وغيرهم في الجاهلية.

ماذا يشكل الايمان فى حياتنا ؟

فعنصر الإيمان ما زال غائباً، وبالتالي تكون الأهمية للعناصر الأخرى، وهذا يساعدنا على إدراك أهمية التربية السليمة، وأهمية الاستفادة من مكتشفات العلوم النفسية والاجتماعية الحديثة من أجل صياغة شخصيات أولادنا (صبياناً وبنات) بحيث تكون شخصيات ناضجة متوازنة سليمة من العيوب؛ مما يجعل أولادنا أهلاً لأن يكونوا من الخيار بين المسلمين.

 

            فبمجرد الإسلام يتحقق للإنسان الحد الأدنى من الخيرية، لكن حتى يكون المرء من خيار المسلمين، تلزمه عوامل أخرى، أكثرها عوامل نفسية وعوامل ثقافية.

 

هل قوة الشخصية مكتسبة ؟؟

            وبلغة الحياة اليومية نقول: إن قوة الشخصية هي من مستلزمات بلوغ درجة الخيار.

إن للتربية السليمة دوراً كبيراً في تقوية شخصيات أولادنا، كما إن للأخطاء التربوية أثراً بالغاً في جعل شخصياتهم هشة هزيلة ومهزوزة؛ لذا علينا أن ندرك أن أي بحث يعلمنا كيف نحافظ على شخصيات أولادنا، بحيث تنشأ قوية متزنة، وأقرب ما تكون إلى الطمأنينة، هو بحث في صميم التربية الإسلامية؛ لأننا جميعاً، آباء وأمهات، نحب لأبنائنا وبناتنا أن يكبروا ليكونوا من خيار المسلمين.

 

دور التربية السليمة ؟

            وواضح أن خيار المسلمين هم أحسنهم تطبيقاً للإسلام وأحسنهم التزاماً به.

وهذا يعني أن العوامل النفسية وغير النفسية؛ التي تجعل الإنسان من الخيار حتى لو كان في الجاهلية.

هذه العوامل لها دور في تحديد قدرة هذا الإنسان على تحقيق الإسلام في نفسه، فمما عاب الله به على آدم – عليه السلام – عندما وقع في المعصية أنه كان ضعيف العزم: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً}  }طه:115{.

 

ما دور العزم ؟

والعزم صفة نفسية تتجلى فيها قدرة الإنسان على مقاومة هواه إن أمره – هذا الهوى-  بما يضره.

وهذه الصفة من أهم صفات الشخصية الناضجة المتوازنة المطمئنة، ذلك أن المسلم الذي ملأ الإيمان قلبه لن يقدر على العمل الصالح، وعلى اجتناب ما حرم الله في كل أحواله أو أغلبها، إن كان يعاني من الخلل في شخصيته، إذ قد يجعله هذا الخلل أكثر ضعفاً أمام شهواته، وأكثر عرضة للوقوع في المعاصي، وإن كان إيمانه سيجعل نفسه تلومه على هذه المعاصي.

 

ومثل هذا المؤمن لن يكون مؤهلاً لدرجة (الخيار) التي حدثنا عنها نبينا صلى الله عليه وسلم، بالقدر نفسه الذي يكون فيه المؤمن القوي مؤهلاً لها.

والفصول التي بين يديك – عزيزي القارئ – هي من قبيل توظيف المفاهيم النفسية المعاصرة لنستعين بها على تربية أولادنا ومراهقينا وإعدادهم لدرجة الخيار، ولنستعين بها لترسيخ الإيمان في قلوبهم، بحيث يصمدون أمام الهجمات الثقافية، التي تتعرض لها أمتنا، ولنستعين بها أيضاً في تذليل الصعوبات أمامهم ..

سوف نتناول ذلك بشكل من التفصيل فى مقالات قادمة .

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة