ترامب حاول قيادة سيارته عنوة للانضمام لاقتحام أنصاره الكونغرس

محمود زين الدين1 يوليو 2022آخر تحديث :
ترامب

حاول ترامب قيادة سيارة الرئاسة عنوة في 6 يناير 2021 لدى رفض مرافقيه الأمنيين اصطحابه لمبنى الكونغرس حيث كان أنصاره يقومون بأعمال شغب.
ترامب وبعض كبار معاونيه كانوا على علم بإمكان وقوع أعمال عنف قبل الهجوم مما يناقض إفادات زعمت أنّ الاقتحام كان عفوياً ولا علاقة للإدارة به.
وجّه ترامب كلمة لأنصاره في تجمّع قرب البيت الأبيض لكنّه أُبلغ بأنّه يتعذّر عليه الانضمام إليهم حيث كانوا يحتشدون في تجمّع احتجاجي سرعان ما تحوّل إلى تمرّد دموي.
* * *
قالت مساعدة سابقة للرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، إنه حاول قيادة سيارته الرئاسية عنوة في السادس من يناير/ كانون الثاني 2021 عندما رفض مرافقوه الأمنيون اصطحابه إلى مبنى الكونغرس حيث كان أنصاره يقومون بأعمال شغب.
وكشفت كاسيدي هاتشنسون، وفق إفادة أدلت بها الثلاثاء أمام لجنة التحقيق البرلمانية، أن ترامب استقلّ سيارته بعدما وجّه كلمة إلى مناصريه خلال تجمّع قرب البيت الأبيض في ذلك اليوم، لكنّه أُبلغ بأنّه يتعذّر عليه الانضمام إلى مناصريه الذين كانوا يحتشدون في تجمّع احتجاجي سرعان ما تحوّل إلى تمرّد دموي.
وأضافت أنّ مسؤولاً آخر في الإدارة روى لها أنّ ترامب قال: “أنا الرئيس! (…) خذني إلى الكابيتول الآن”.
وقالت هاتشنسون إنّ مستشار الرئيس السابق بات شيبولوني أشار إلى أنّ انضمام ترامب إلى مناصريه المتّجهين إلى الكابيتول قد يوقعه في مشاكل قضائية.
واستذكرت قول شيبولوني حينها محذّرا: “سوف توجّه إلينا اتّهامات بكلّ ما يمكن تخيّله من جرائم إذا سمحنا بأن يحدث ذلك”.
وجاء ذلك في إفادة أدلت بها هاتشنسون، وهي مساعدة رفيعة سابقة في البيت الأبيض كانت على تواصل وثيق مع ترامب ومقرّبيه في الجناح الغربي في مقرّ الرئاسة الأميركية، أمام لجنة التحقيق البرلمانية في اقتحام الكونغرس في سادس جلسة استماع تعقد في يونيو/ حزيران حول اقتحام الكونغرس العام الماضي.
وهاتشنسون كانت تعمل مساعدة تنفيذية لكبير موظفي البيت الأبيض حينها مارك ميدوز، وكان دورها محوريا في الفترة التي وقع فيها الهجوم على الكونغرس.
وفي واحدة من أكثر الإفادات إثارة للدهشة إلى الآن، قالت هاتشنسون إنّ ترامب وبعضاً من كبار معاونيه كانوا على علم بإمكان وقوع أعمال عنف قبل الهجوم، مناقضة بذلك معلومات كانت تشير إلى أنّ الاقتحام كان عفوياً ولا علاقة للإدارة به.
وفي ما يوحي بأنه كان يتابع الجلسة عبر التلفزيون، حاول ترامب ضرب مصداقية هاتشنسون من خلال تعليقات أطلقها خلال الجلسة على شبكته للتواصل الاجتماعي، مشدّداً على أنّها “رواية ملفقة” ومستهزئا بالجلسة وواصفاً إياها بأنّها “محاكمة صورية”.
“الأمور قد تأخذ منحى جدياً”
وقالت هاتنشنسون إنّها سمعت ميدوز يقول قبل الاقتحام إنّ “الأمور قد تأخذ منحى خطراً، منحى سيئاً جداً في السادس من يناير/ كانون الثاني”، موضحة أنّها طلبت من ميدوز المساعدة بعد اجتماع في البيت الأبيض شارك فيه المحامي الشخصي لترامب رودي جولياني.
وقالت في إفادتها إنّ جولياني سألها لدى التوجه إلى سيارته عمّا إذا كانت “متحمّسة” للسادس من يناير/ كانون الثاني.
وحين سألته عما سيحدث في ذاك اليوم قال جولياني، وفق هاتشنسون، إن ما سيحدث يصبّ في خانة “التوجّه إلى الكابيتول”.
وتابع: “سيكون الأمر رائعاً. سيكون الرئيس هناك. سيبدو قوياً. سيكون مع الأعضاء. سيكون مع أعضاء مجلس الشيوخ”، ليحيلها بعد ذلك إلى رئيسها، مشيراً إلى أنّ ترامب على علم بالأمر.
وقالت في إفادتها إنها أبلغت ميدوز بما قاله جولياني.
وأضافت: “ظلّ ينظر إلى هاتفه وقال ما معناه: أمور كثيرة تحدث، كاس، لكن لا علم لي. الأمور قد تأخذ منحى خطراً وسيئاً جداً في السادس من يناير/ كانون الثاني”.
وتابعت: “عندما سمعت ما قاله رودي عن السادس من يناير/ كانون الثاني ومن ثم ردّ فعل مارك، كانت تلك اللحظة الأولى التي أذكر أنني شعرت فيها بالخوف والتوتر لما قد يحصل”.
وقالت هاتشنسون إنّها سمعت اسمي الجماعتين اليمينيتين المتطرفتين “أوث كيبرز” و”براود بويز”، يتم التداول بهما في البيت الأبيض قبيل حلول السادس من يناير/ كانون الثاني.
وأشارت إلى أن ميدوز وترامب كانا على علم باحتمال حصول أعمال عنف، بما في ذلك تسلّح مناصرين لترامب لدى تجمّعهم في ذاك اليوم في حديقة “إيليبس” الواقعة جنوبي البيت الأبيض.
“انعدام رد الفعل”
وقالت هاتشنسون إنها عندما أبلغت ميدوز بوقوع أعمال عنف “كان ردّ فعله شبه منعدم”.
من جهتها، قالت نائبة رئيس اللجنة ليز تشيني، إنّ الهيئة البرلمانية تلقّت من الشرطة تقارير تفيد بأنّ مشاركين في التجمّع المناصر لترامب في حديقة “إيليبس” كانت بحوزتهم سكاكين ومسدسات صعق كهربائي ورذاذ الفلفل وأشياء حادة يمكن استعمالها أسلحة.
وبيّنت عمليات التواصل المسجّلة بين عناصر الشرطة والتي أذيعت خلال الجلسة، أنّ آخرين كانوا خارج التجمّع كانت بحوزتهم أسلحة نارية بما في ذلك بنادق نصف آلية من نوع ايه.ار-15.
وسبق أن كشفت هاتشنسون معلومات مثيرة للدهشة، وأسماء مجموعة نواب جمهوريين طلبوا من ترامب إصدار قرارات عفو بعد أعمال العنف.
وكانت على تواصل مع مسؤولين محليين في ولاية جورجيا، حيث مارس ترامب ضغوطا كبرى لدفع هؤلاء إلى “إيجاد” ما يكفي من الأصوات لتخطّي هامش فوز بايدن عليه، وذلك في اتصال هاتفي فُتح لاحقاً بشأنه تحقيق جنائي.
وبحسب شبكة “سي.أن.أن”، فإنّ هاتشنسون هي من أبلغت اللجنة بأنّ ترامب أبدى تأييده لهتافات “اشنقوا مايك بنس” التي أطلقها مشاغبون في الكابيتول كرد فعل على اختيار نائب الرئيس الأميركي السابق، مايك بنس، عدم الخضوع لرغبة ترامب بعدم التصديق على فوز بايدن بالانتخابات.
واستذكرت هاتشنسون حديثاً دار بين ميدوز وشيبولوني بعيد اقتحام الكونغرس، قال خلاله الأخير إنه يتعين على ترامب أن ينهي المتظاهرين عن هذا الهتاف.
وقالت إن ميدوز أبلغ شيبولوني عبر الهاتف بأنّ ترامب “لا يريد فعل أي شيء”، ونقلت أنّ ميدوز قال إنّ ترامب “يعتقد أنّ مايك يستحق ذلك”.
ورفض ميدوز المثول أمام اللجنة، بعدما كان قد سلّمها آلاف الرسائل النصية وغيرها من الوثائق في أولى مراحل التحقيق.
وكان مجلس النواب صوّت لصالح اتّهام ميدوز بازدراء التحقيق في ديسمبر/ كانون

المصدر: وكالات

موضوعات تهمك:

كيف أحيا ترامب نظرية “الاستبدال العظيم”؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة