بنية فيروس كورونا تكشف كيفية عمله وسبب سرعة انتشاره

سلام ناجي حداد4 أبريل 2020آخر تحديث :
بنية فيروس كورونا

في بحث جديد لعلماء امريكيين، تمكنوا من التوصل إلى بنية فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد 19، حيث سلط البحث الضوء على الآلية البيولوجية للفيروس والتي ساعدته على الانتشار وإصابة عدد كبير من البشر بسرعة كبيرة في انحاء العالم، وذلك في وقت وصل فيه الفيروس إلى 202 دولة حول العالم وأصاب أكثر من مليون و100 ألف حول العالم مع أكثر من 50 ألف وفاة.

يأتي ذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، حول البحث الذي يكشف سبب انتشار فيروس كورونا بتلك السرعة.

بنية فيروس كورونا وكيفية العمل وسبب انتشاره

بنية فيروس كورونا

وقال التقرير أن العلماء المختصين، في جامعة مينيزوتا الامريكية، تمكنوا من ذلك باستخدام علم البلورات بالأشعة السينية من أجل صناعة صورة ثلاثية الأبعاء على المستوى الذري للكشف عن الفيروس والبحث عن الاختلاف بينه وبين فيروس سارس الذي يعد أحد أفراد العائلة التاجية من تلك الفيروسات.

وبالمقارنة بالفيروس السابق وبتحليل بنية فيروس كورونا تبين أن الفيروس المشابه للتاج يظهر فيه أعمدة أو مسامير والتي يستخدمها من أجل الانتقال من جسم لجسم آحر والتي تلتصق بالخلايا البشرية، بينما تبين أنها تلتصق بالخلايا البشرية أربعة أضعاف ما تفعل شبيهاتها في فيروس سارس والذي انتشر في عام 2002 وقتل المئات. حيث أن نتائج البحث أظهرت أن الفيروس كورونا وجزيئاته التي يتم استنشاقها عن طريق الانف أو الفم لديها فرص أكبر بالالتصاق بخلايا الجهاز التنفسي العلو وهو ما يعني أنها تحتاج لفرص صغيرة جدا لحدوث العدوى.

ويشير البحث إلى أنه من السهل إذا صادف الفيروس خلية بشرية الالتصاق بروتينات السنبلة السطحية بمستقبلات ACE-2، إذا كانت تمتلكها الخلية، وتسمح للفيروس بالوصول والانتشار في جسم الانسان.

وقال الدكتور فانغ لي قائد المجموعة البحثية، أن الصورة ثلاثية الأبعاء أظهرت أن فيروس سارس المنتشر عام 2002، يختلف عن الفيروس الحالي، حيث ان بنية فيروس كورونا الحالية جاءت عن طريق تطوره وتطويره لاستراتيجية جديدة يمكنه من خلالها مهاجمة البشر ويساعدها في نقل العدوى بشكل محكم.

من جانبهم قال باحثون في مجلة Nature العلمية، أنهم قاموا بمقارنة بنية فيروس كورونا المستجد بالسلالات ذات الصلة من عائلة الفيروسات التاجية التي تتواجد في الحيوانات مثل الخفافيش، مشيرين إلى أن كلا من سلالات الحيوانات يمكن أن ترتبط بنفس مستقبل ACE-2 الموجود في البشر، وهو ما يؤكد أن الفيروس يأتي إما من الخفافيش مباشرة أو عبر بانجولين يصاب بالفيروس نفسه من الخفافيش قبل إصابة البشر. وهي الطفرات الفيروسية الرئيسية التي التقطتها الحيوانات والتي سمحت للفيروس بالانتشار بتلك السهولة بين البشر.

بنية فيروس كورونا

علاج كورونا

يعمل العلماء حاليا وفقا للتقرير ذاته على استخدام صورة الفيروس ثلاثية الأبعاء من أجل البحث عن دواء محتمل يمكن من خلاله تحييد الفيروس قبل ان يتكاثر وتنتشر العدوى بشكل أكبر، حيث قال الدكتور فانغ لي، أنه إذا استطاع دواء مضاد جديد للأجسام أن يلاصق تلك المواقع الناقلة للعدوى على الفيروس بشكل قوي، فسوف يمنع الفيروس من الخروج من الخلايا وهو ما يجعله علاجا فعالا للعدوى. مؤكدا إمكانية استخدام المواقع المذكورة في الفيروس للعمل على لقاح مستقبلي ضد العدوى.

بينما قال جوناثان بول استاذ علم الفيروسات من جامعة نوتنغهام، وفقا للصحيفة البريطانية، أنه هناك علم بأن الفيروسات التاجية المسببة لمرض كوفيد 19 و كوف 2، تتصرف بشكل مختلف عن تلك التي تتسبب في السارس، حيث أنه مثلا “سارس – كوف 2” يصيب الحلق والأنف مما يتسبب في اعراض خفيفة تشبه البرد، بينما سارس يستقر تقريبا في الرئتين.

وتشير تقارير إلى أن تلك الدراسة استخدمت أجزاء فقط من الفيروس وبروتين ACE-2، وهو ما يعني ان ما قالته مجرد نظرية، مما يعني أن النتائج الدقيقة قد تحتاج إلى تحقق من خلال مزيد من التجارب، وهو ما يعني عدم إمكانية أن تكون تلك الدراسة كافية في صناعة لقاح مضاد لفيروس كورونا.

موضوعات تهمك:

عالم فيروسات روسي: كورونا سيبقى للأبد

«كورونا»..سياسات صحية أكثر استباقيةً

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة