برغم الخسارة حزب العدالة والتنمية الرابح الأكبر

سلام ناجي حداد2 أبريل 2019آخر تحديث :
حزب العدالة والتنمية

المحتويات

برغم الخسارة حزب العدالة والتنمية الرابح الأكبر

بعد انتخابات هي الأصعب على الاطلاق، مرت على حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، انتشرت تقارير تتحدث عن هزيمة غير مسبوقة للحزب التركي خلال 17 عاما، بينما تحدث الرئيس التركي عن الفوز بالانتخابات كما هو الحال على مدار الأعوام ذاتها منذ صعود الحزب في 2002.

وسط تضارب التقارير بلا دقة تذكر، كان السؤال الأبرز هل خسر العدالة والتنمية انتخابات البلدية في تركيا؟ والإجابة ستكون في السطور المقبلة.

النتائج

إلى الآن تعد النتائج التي أُعلنت أولية وغير رسمية، ولكنها حقيقية وإن كانت تفتقد للدقة، بينما ستكون النتيجة نهائية عندما تعلنها الهيئة العليا للانتخابات في تركيا، والتي يشير محللون إلى كونها لن تتغير كثيرا عن تلك النتائج الأولية. ومن المنتظر أن يتم إعلانها بعد الطعون والبت بها.

رقميا العدالة والتنمية لم يخسر كثيرا بالمقارنة، بالانتخابات الماضية عام 2014، حيث جاء نتائجه متقاربة، 44.9 بالمائة للانتخابات الحالية، بينما كانت نتائجه الانتخابات الماضية 45.5 بالمائة، كما فاز الحزب الحاكم بـ40 بلدية على مستوى الولايات التركية، من أصل 81 بلدية، ما يعني نتيجة معقولة، إذا ما أضيفت إلى نتائج تحالفه الانتخابي حيث فاز حلفاء الحزب الحاكم بـ12 بلدية ما يعني أغلبيةبـ 52 بلدية.

أما بالنسبة للمعارضة فأبرز منافسي حزب أردوغان، حزب الشعب الجمهوري المعارض، الذي وصلت نتائجه إلى أكثر من 30 بالمائة، فائزا بـ22 بلدية، ما يعني أن تراجع الحزب الحاكم في تركيا، لا يعني خسارته الانتخابات، ولكنه على كل حال خسر.

فماذا خسر حزب العدالة والتنمية؟

في الحقيقة فإن فداحة خسارة الحزب الحاكم تكمن في خسارته في أبرز البلديات الرئيسية، وخصوصا رئاسة البلديات، وأبرزها العاصمة أنقرة والمدينة التركية الأبرز اسطنبول، معقل الرئيس التركي وشعبيته ودافعة صعوده الأول منذ أن كان رئيس بلدية.

فيما خسر الحزب أبرز 11 بلدية كانت أهم وأبرز معاقل الحزب الحاكم، كما خسر الحزب الحاكم شريحته الانتخابية الأهم وهي تلك التي تهتم بالأرقام الاقتصادية على تلك الشريحة التي تهتم بالسياسة، وبروباجندتها المتقلبة.

لماذا خسر الحزب الحاكم؟

بحسب مراقبين فإن تراجع الحزب الحاكم انتخابيا يرجع سببه الأول إلى تراجع اقتصاد البلاد، وبرغم وعود أردوغان الانتخابية التي قدمها للناخبين الانتخابات العامة الماضية، إلا أن تراجع الاقتصاد الصيف الماضي، مع استمرار فقدان الليرة التركية لقيمتها مقابل الدولار دفع الناخبين لحالة من السخط على الحزب الحاكم.

اعتمدت دعايا الرئيس التركي، وحزبه الحاكم، على السياسة، برغم أن فوزهم المستمر منذ 17 عاما، يعتمد بالأساس على العامل الاقتصادي، إلا أن تحول الحزب والرئيس التركي للزعامة السياسية طغى على الدعائم الاقتصادية التي تساهم في تقدم الحزب على منافسيه، ما جعل الحزب في مأزق انتخابي لا خلاص له إلا بالتحسين الاقتصادي وليس البروباجندا السياسية، برغم مشاركة أردوغان بنفسه في تلك الدعايا، واستخدامه العديد من العوامل السياسية والعسكرية التي تقدم بها وأبرزها هزيمة تنظيم “بي كي كي” الانفصالي شمالي سوريا، وتراجع حزب العمال الكردستاني في جنوب تركيا، وشمالي العراق.

كان سببارئيسيا في تراجع حزب أردوغان الحاكم، حشد المعارضة التركية بكافة أطيافها ضده وتوحدها برغم اختلافاتها، على محاولة إلحاق الهزيمة بأردوغان في أكثر من استحقاق انتخابي خلال السنوات القليلة الماضية، وخاصة أولئك الأتاتوركيين.

على المدى البعيد

يمكننا القول بشكل ما أن صعود حزب العدالة والتنمية الحاكم، وخاصة صعود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه، كان على خلفية عمله الإصلاحي في البلديات، حيث كان تصاعد نجم أردوغان في تسعينيات القرن الماضي عندما كان مرشحا لحزبه القديم السعادة، في بلدية اسطنبول، قبل أن يتكرر صعوده إلى أن وصل إلى رئاسة البلاد وزعامتها، لذا فلا يمكن بحال التقليل من شأن تلك الانتخابات، وإن كان أثرها القريب غير مرئي وأثرها على مدى أبعد بكثير.

كما أنه لا يمكن أن نقول أن الحزب التركي الحاكم قد خسر على المدى البعيد، حيث أن ذلك يعتمد بشكل كبير على أداء الأحزاب الفائزة بالانتخابات التركية، وإن كان ذلك التراجع يدق جرس الخطر لدى أردوغان، قبل وقت طويل من الانتخابات العامة في البلاد.

ولكنها قد تكون في صالحه

برغم الخسارة والتراجع الكبيرين للحزب قد تكون النتيجة الحالية في صالح حزب العدالة والتنمية، إلى حد كبير ولكن كيف؟

تعيش الساحة السياسية التركية واقع هو الأصعب، في ظل توترات إقليمية، ومحلية، بالإضافة إلى تأثر كبير من الناحية الاقتصادية تؤثر عليها الأوضاع السياسية للبلاد، ما يجعل التشارك بين الأحزاب التركية المعارضة والحزب الحاكم وصعود نجم تلك الأحزاب على الساحة السياسية فرصة لحزب أردوغان لتقليل المسؤولية والهجوم من على عاتقه، فيما ستتوجه سهام النقد والمسؤولية على المشاركين في الواقع السياسي التركي.

موضوعات تهمك:

حل الأزمة السورية .. وعود أردوغان الانتخابية

أردوغان يضع النقاط على الحروف بشأن الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا

أردوغان يكشف عن محاولة احتلال جنوب تركيا

فضيحة اردوغان فضيحة داعش فضيحة السعودية !

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة