انفجارات أبوظبي ووهم الاستقرار الإقليمي

محمود زين الدين19 يناير 2022آخر تحديث :
أبوظبي

تحول الخليج العربي إلى ساحة حرب وتصفية للحسابات السياسية والأمنية.

المنطقة العربية تعيش وهم الاستقرار وسرابه المتبدد في صحراء العراق وسوريا ومياه الخليج والأحمر.

الهجمات على أبوظبي تؤكد استحالة عزل الصراع في اليمن وأمن البحر الأحمر عن أمن الخليج العربي واستقراره.

البيئة خصبة والمناخ مناسب لمزيد من التراجع في أمن المنطقة خاصة أن أمريكا وأوروبا أكثر انشغالًا ببحر الصين الجنوبي وأوكرانيا وكازخستان.

الحوثيون نقلوا المواجهة من البحر الأحمر الى الخليج العربي باستيلائهم على سفينة روابي الاماراتية قبالة الحُديدة واتهامهم أبوظبي بنقل أسلحة لخصومهم وضع ابوظبي بعين الإعصار.

* * *

بقلم: حازم عياد

لم ينعم الخليج العربي بالهدوء خلال العام الفائت، إذ تصاعدت الهجمات على سفن الشحن وناقلات النفط في بحر عمان، فتحول الخليج العربي إلى ساحة حرب وتصفية للحسابات السياسية والأمنية.
الهجمات لم تتوقف على امتداد العام الماضي 2021 فعلى ضفتيه الغربية والشرقية شهدت مياهه مواجهات بحرية واخرى جوية وبحرية؛ اذ تعرضت منشآت إيران النووية والنفطية للعديد من الهجمات والضربات الموجعة، في مقابل هجمات استهدفت السفن والمنشآت النفطية على الضفة الغربية للخليج بعضها كشفت تفاصيلها، واخرى بقيت غامضة كالانفجارات في مرفأ الحاويات في ميناء جبل علي الاماراتي.
الهجوم على مطار ابوظبي الدولي وصهاريج النفط بالقرب من خزانات شركة بترول ابو ظبي الوطنية (أدنوك) اليوم الاثنين يعد الهجوم الاول للعام الحالي 2022، حاملًا بصمات حوثية بلغت حد التبني المباشر؛ فالحوثيون نقلوا المواجهة من البحر الأحمر الى الخليج العربي على خلفية استيلائهم على سفينة الشحن الاماراتية (روابي) قبالة ميناء الحُديدة، واتهامهم أبوظبي بنقل أسلحة لخصومهم، واضعين ابو ظبي في عين الإعصار، وخطوط تماسه الساخنة.
تسلح ابو ظبي والرياض بالدعوات الاممية وعلى رأسها تصريحات المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ، الداعية إلى تحرير السفينة لاحتوائها على معدات وتجهيزات طبية لم تجد نفعا، ولم تمنع الحوثيين من التصعيد؛ إذ جاء رد الحوثيين على المطالب الأممية بهجمات بطائرات مسيرة على اهداف مدنية في ابو ظبي.
الهجمات على أبوظبي تؤكد استحالة عزل الصراع في اليمن وأمن البحر الأحمر عن أمن الخليج العربي واستقراره؛ فالمفاوضات والحوار السعودي الإيراني من جهة، والانفتاح الإماراتي على طهران من جهة أخرى لم يوقف الهجمات، كما لم توقفها التهديدات الأمريكية والإعلانات المتكررة لقائد المنطقة المركزية الوسطى كينث ماكينزي، ومقرها مدينة تامبا في فلوريدا.
لم تفلح المناورات المشتركة بين الامارات والبحرين والبحرية الاسرائيلية والامريكية في ردع الحوثيين والإيرانيين، وحَرْف أنظارهم بعيدًا عن الخليج العربي، ولم تجد عملية الانسحاب وإعادة الانتشار المعلنة للقوات الإماراتية في اليمن نفعًا، رغم الزيارة التي قام بها طحنون بن زايد مستشار ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد لطهران، ولقائه الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي.
الهجمات على أبوظبي تؤكد أن الخليج العربي ليس بمعزل عن تطورات الصراع في اليمن، أو الأحداث في العراق وسوريا ولبنان؛ فأمن المنطقة بات هشًا وضعيفًا يسهل اختراقه في ظل الصراعات الدائرة في اليمن، وحالة اللااستقرار في السودان والعراق، والفوضى في سوريا.
البيئة خصبة، والمناخ مناسب لمزيد من التراجع في أمن المنطقة، خصوصًا أن الولايات المتحدة ومن ورائها أوروبا أكثر انشغالًا بما يحدث في بحر الصين الجنوبي وأوكرانيا وكازخستان؛ فالمنطقة العربية تعيش وهم الاستقرار وسرابه المتبدد في صحراء العراق وسوريا ومياه الخليج والأحمر.
ختامًا..
هجمات أبو ظبي تؤكد أن العام 2022 سيشهد مزيدًا من المواجهات واللااستقرار المترافقة مع مفاوضات وعمليات تموضع متكررة، تزيد من مساحة اللايقين والسيولة في المشهد الإقليمي الذي يمتد الى الاردن ومصر، متسببة بمزيد من الإرهاق السياسي والاقتصادي والأمني التي بدأنا نشهد إرهاصاتها الأولية بتصاعد العنف على الحدود الشمالية للاردن مع سوريا!

* حازم عياد كاتب وباحث سياسي
المصدر| السبيل الأردنية

موضوعات تهمك:

الحوثيون والعمل الإنساني: حرب شاملة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة