المراجعات الأمريكية السعودية

محمود زين الدين20 أكتوبر 2022آخر تحديث :
المراجعات

إن حاجة الرياض لمراجعة علاقاتها مع واشنطن لاتقل اهمية وضرورة عن حاجة الإدارة الأمريكية بعيد اتفاق اوبك+ الأخير لخفض إنتاج النفط.
المراجعات الامريكية للعلاقة بالسعودية ليست جديدة وتجاهل مصالح السعودية بات مزمنا في العلاقة بينهما ولا يقتصر على إدارة بايدن بل عابر للادارات الأمريكية.
تواجه السعودية دوما بتجاهل أميركي لمصالحها السياسية وهواجسها الأمنية والسياسية تجاه الملفات الاقليمية وتواجه بقفزات ومفاجات اميريكية مفاجاة ومباغته.
يصعب على واشنطن تحقيق سياسة خفض التصعي في الإقليم بدون طهران المنخرطة في عدد كبير من الملفات الاقليم من اليمن جنوبا الى العراق و سوريا شمالا.
* * *

بقلم: حازم عياد
في الوقت الذي ينشر فيه البنك الدولي وصندوق النقد بيانات تحذر من أزمة غذاء عالمية ويطلق فيه بايدن سيل من التصريحات حول أزمة الغذاء؛ برز مجال جديد للتعاون والشراكة بين روسيا والسعودية يتعلق بالأمن الغذائي.
فوزير البيئة والمياه والزراعة عبد الرحمن الفضلي السعودي بحث مع نظيره الروسي وزير الزراعة ديمتري باتروشيف مجالات التعاون ذات الاهتمام المشترك، خاصة فيما يتعلق بالمجال الزراعي والأمن الغذائي، خلال الاجتماع الذي عقد بينهما يوم الاثنين في العاصمة الرياض.
النفط لن يكون المجال الوحيد للتعاون بين روسيا والسعودية اذ يتوقع ان تندفع الرياض بعيدا في تطوير العلاقة مع موسكو في ظل التهديد الاميركي بمراجعة العلاقة مع الرياض؛ و سواء كان ذلك على لسان الرئيس الامريكي بايدن أو أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب أو في وزارة الدفاع الامريكية فإن التوجه العام في امريكا بات ضاغطا لاعادة صياغة العلاقة بالرياض بالتوازي مع تطورات ملف أوكرانيا والحاجة لإجراء تفاهمات مع طهران اذ يصعب تحقيق سياسة خفض التصعي في الاقليم بدون طهران المنخرطة في عدد كبير من الملفات الاقليم من اليمن جنوبا الى العراق و سوريا شمالا.
ردود الفعل الامريكية على اتفاق اوبك بلس وتصريحات المسؤوليين الامريكان فاقمت من حدة الازمة والشكوك لدى السعودية في مستقبل العلاقة التي تربطها بالولايات المتحدة الامريكية؛مسالة مثلت حافزا اضافيا لتنويع الرياض خياراتها السياسية والاقتصادية والاستراتيجية.
العودة الى الخلف باتت مستحيلة سواء لواشنطن او الرياض؛ خاصة بعد الوساطات الأمريكية النشطة لتوقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والكيان الصهيوني؛ الذي حمل أبعادا إقليمية تمتد لضرورات خفض التصعيد والتوتر مع حزب الله وايران في عدد من الساحات.
ومن ضمنها العراق التي تم التوافق مؤخرا على تعين رئيس للورزاء والجمهورية بعد استعصاء؛ الأمر ما كان له ان يتحقق بدون الوصول الى تفاهمات بين طهران وواشنطن؛ انفراجه تبعت مباشرة توقيع اتفاق حقل كاريش لترسيم الحدود البحرية وتسعى واشنطن ان تنعكس على عدد من الملفات.
السعودية التي اتخذت مواقف متشددة من تطورات الأحداث في لبنان وسحبت ودائعها المالية وقيدت حركة راس المال والمساعدات والسياحة؛واندفعت نحو لعب دور فاعل في الساحة العراقية تواجه دوما بتجاهل أميركي لمصالحها السياسية وهواجسها الأمنية والسياسية تجاه الملفات الاقليمية وتواجه بقفزات ومفاجات اميريكية مفاجاة ومباغته.
المراجعات الامريكية للعلاقة بالسعودية ليست جديدة وتجاهل مصالح الأخيرة بات امرا مزمنا في العلاقة الامريكية السعودية؛ لا يقتصر على الادارة الحالية بل هو عابر للادارات الامريكية ما يعني ان حاجة الرياض لمراجعة علاقاتها مع واشنطن لاتقل اهمية وضرورة عن حاجة الادارة الامريكية بعيد اتفاق اوبك بلس الاخير لخفض الانتاج.

*حازم عياد كاتب وباحث في العلاقات الدولية

المصدر: السبيل – عمان

موضوعات تهمك:

توتّر في العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة