المخدرات السلاح الجديد لتدمير الشعوب

محمد عوض21 أغسطس 2018آخر تحديث :
المخدرات
المخدرات

المحتويات

ماهى المخدرات :

تلفت نظرك،ثم تنادي فضولك،فها أنت تحاول،تعيد التجربة وتعيدها فتصبح متعلق،مدمن، بائس وضعيف بسبب المخدرات ….

تعدّ المخدرات واحدة من أخطر الآفات التي تهدّد سلامة وآمان مجتمعاتنا العربية تحديداً التي مازالت تحافظ بعض الشيء على روابطها المتينة بعيداً عن التفكك،الإهمال  والضياع.

ليس هدف مقالي نقل وقائع علمية فقط أو تصوير المشكلة من زاوية دراماتيكية إنما الهدف الأساس فهو تزويدكم أنتم قراء موقع الساعة 25 بحقائق مثبتة ومتينة  تكون سلاح فعال في وجه أي إنجراف أو تجربة عابرة قد تؤدي إلى كوارث لا تحمد عقابها.

فمن منا لم يسمع بالأفيون أو الهرويين أو الأمفتمينات أو غيرها ؟من منا  لم يصادف أمامه حالة إدمان ؟ كثرت الانواع ولكن النتيجة واحدة:بؤس وبؤس وبؤس.

 

 إذاً ما هي أنواع المخدرات؟ اثار كل نوع على الجسم ؟مخاطر كل نوع؟ وكيف بإمكانك أن تميز حالة إدمان على مادة عن أخرى؟

سنكتفي الآن بشرح ما يسمّى بالمواد المنشطة أو المنبهة أي التي تثير حماس الفرد ونشاطه.

وهنا نتكلم عن الكوكايين ،الأمفيتامينات والاكستاسي(ecstasy)…وسنترك تفصيل المواد المثبطة لمقال لاحق.

الكوكايين :

استخدمت الكوكايين لأول مرة كمخدر موضعي ولم يكن يعلم العالم النمساوي “كولر” آنذاك أنها ستصبح من أخطر مشاكل العالم.

فالكوكايين متوفرة بعدة أشكال : عجينة ،بودرة ،ملح (كلورهيدرات، سولفات)،كراك (crack)أو حتى يمكن إستعمال ورقة الكوكا كما هي.

أما بالنسبة لكيفية الإستهلاك فيمكن إستهلاك الكوكايين عن طريق الفم ،الأنف،الحقن في الوريد أو عن طريق الإستهلاك الرئوي.

لن نغوص هنا في خصائص كل شكل و كل طريقة  وكيف نميز الأشكال عن بعضها إذ إن ذلك يتطلب وقت وشرح طويل ولكن ما يهمنا أن يصل إليكم هو  آلية عمل هذه المادة و مخاطرها.

فالكوكايين تعمل على الدماغ مفعّلةً دور الدوبامين ما يؤدي إلى التحكم بالمشاعر والحالات العاطفية .

أما على المستوى الموضعي فهي تعمل كبنج أو مخدر موضعي.

 

ما هي السمية المزمنة لهذه المادة؟

إن الإدمان على الكوكايين يؤثر سلباً على القلب والشرايين ما يؤدي إلى تضييقها وتسريع دقات ونبضات القلب،إرتفاع ضغط الدم وبالتالي خطر الإصابة بذبحة قلبية حتى عند الشباب.لا ننسى المخاطر على الجهاز العصبي والدماغ  كالنزيف ،التشنجات الكهربائية وارتفاع الحرارة .

على جهاز التنفس (السعال،النخامة ،النزيف،النخر ،الاوذيمات الرئوية …) ؛على الكبد والكليتين.

أما على الصعيد النفسي فالجرعات المنخفضة تؤدي إلى النشوة والإبتهاج ,ومع تكرار الجرعات على فترات متقاربة يؤدي ذلك إلى حالة قلق  .

والجرعات العالية تؤدي:-

  • أولاً إلى مرحلة النشوة المتصاعدة ولكن المرحلة الثانية تكون مرحلة إنزعاج تؤدي إلى إعادة الجرعة وبالتالي الإعتماد عليها والادمان.
  • أما في حالة السمية الحادة التي تنتج عن جرعة عالية من مرة واحدة فهنا نلاحظ  أولاً تحفيز قوي للدماغ مع إضطراب في القلب و في الرئتين ومن ثم تشنجات كهربائية في الرأس مع إرتفاع في دقات القلب .

وأخيراً تأتي مرحلة الشلل ،الكوما ،النزيف، الذبحة القلبية مع إمكانية الموت أحياناً.

 

الأمفيتامينات:

انواعها متعددة:benzedrine ،Dexedrine ،Methedrine (وهنا سنترك الاكستاسي لنفصلها لاحقا”)…

تعمل هذه المواد على النورادرينالين والدوبامين وبعضاً منها على السيروتونين ما يؤدي إلى إثارة حالة الشخص النفسية فلا تشعر بالتعب أو بالإرهاق.

ولكن لا تنسى أن ذلك يستنفذ من جسمك هذه المواد المذكورة مما يؤدي لاحقاً إلى حالة من التعب ،الإرهاق،الكأبة وأحياناً العدوانية.

أيضاً تؤدي الأمفيتامينات إلى إضطراب بالوعي،الهزال إضطراب في النوم والهلوسة في بعض الاحيان.

أما من الناحية الفيزيولوجية فهي تؤدي إلى زيادة في دقات القلب، النزيف،عدم إنتظام في ضربات القلب،وسرعة في التنفس .

لابد أن نذكر هنا عدم وجود الإدمان الجسماني على الامفتمينات ولكن الادمان النفسي هو الأخطر والأقوى .

يذكّر التسمم هنا بالتسمم بالكوكايين (دقات القلب السريعة،إرتفاع ضغط الدم ،أوجاع في البطن …. )ونزيد عليها النتائج النفسية التي ممكن أن تؤدي إلى خطر ألإنتحار والعنف ومن ثم الموت .

أما بالنسبة للاكستاسي، فهي بحسب اشكالها تختلف أفعالها ولكن في جميع الأحوال فهي تعمل على المزاج والاندفاع فأولاً تحسنه ومن ثم تعكر صفوه.

كثيراً ما تكون نتائجها غير متوقعة واضرارها على الرجال  أخطر من النساء.

إن 150 ملغ من الاكستسي كفيلة بتقديم ٣ مراحل :-  

التوهان ثم النشوة والتحفيز ومن ثم الكأبة والقلق .

ولكن ليس ذلك فقط ،بل في اليوم التالي يشعر الفرد بالنعاس، قلة التركيز،جفاف في الفم،إنزعاج ،كآبة يمكن أن تمتد لأسبوع كامل حتى بعد تناول جرعة واحدة .

الأضرار الفيسيولوجية تتمثل بالحرارة المرتعفة جداً -والأخطر بين الأضرار -إذ انها ممكن أن تؤدي إلى كوما أو موت .

ولا ننسى الأضرار على القلب،إلتهاب الكبد والكليتين والأضرار الأيضية.

إذاً لماذا التهور؟لماذا الإنجراف؟لماذا المشاكل؟لماذا الأضرار؟لماذا الموت؟….قبل التسرع يجب التفكير بروية بكل هذه المخاطر .

فحين نتحدث عن المخدرات يجب أن نتذكر أن  ليس من شيء يعطيك من دون أن يأخذ منك!ليس من شيء ينفع ولا يضر !ليس من شيء يفرح إلى ما لا نهاية. 

لا تزال مشكلة تعاطي المخدرات واحدة من أهم المشاكل التي تهدد العالم بأسره وخاصةً فئة الشباب التي تنجرف في تيار الأوهام والوعود الكاذبة جاهلةً مدى خطورة تلك المواد والاضرار الناجمة عنها .

 

فكيف يمكننا معالجة هذه المشكلة وتخطيها ؟

إن علاج تعاطي المخدرات عادةً ما يتضمن تقنيات العلاج الجماعي ،الإستشارات والتثقيف ويعتمد على برنامج مكون من ١٢ مرحلة يستمر حتى بعد إنتهاء العلاج كجزء من مرحلة  الشفاء .

لا ينحصر العلاج بالمخدرات فقط بل يساعدك على التعامل مع مختلف مشاكل الحياة و على التحكم بحياتك من أجل التخلي عن فكرة الإعتماد على المخدرات كسبيل للحل .

فالعلاج يساعدك على تخطي الإدمان والتبعية ولكن لا يحصل  كل ذلك من مرة وحدة بل يتطلب مجهود ،إرادة ،عزيمة وإلتزام .

إن تقنية البدء بالعلاج ليست موحدة بل تختلف من فرد إلى أخر :فبإمكانك البدء بإستشارة طبيب العائلة الذي بإمكانه أن ينصحك بالإنضمام إلى جلسات معالجة أو حتى بإمكانك مراجعة بعض الجمعيات المختصة ؛إذ إن الهدف الأساسي ليس كيفية البدء بالعلاج بل الوصول إلى وقف تعاطي المخدرات .

بعض الأشخاص بحاجة إلى فريق عمل متكامل مكون من طبيب نفسي ،عالم نفسي ،بعض الأطباء ،الممرضين و الاخصائيين الاجتماعيين.

وهنا ننصح كل مدمن بالإلتزام بالصدق  من أجل الحصول على أفضل النتائج .

في بعض الأحيان يمكن للطبيب أن يطلب ما يسمى ب”إزالة السموم ” قبل البدء بالعلاج وذلك خاصةً عندما يكون الفرد مدمن جسدياً على المخدرات .

ومن الطبيعي أن تنفذ تقنية إزالة السموم في مستشفى أو عيادة مختصة وتحت إشراف الطبيب إذا إنها تقنية خطرة ويمكن أن تهدد سلامة الفرد .

بامكان الطبيب أيضاً  وصف بعض الأدوية للمساعدة على إزالة السموم وتنقية الجسم وذلك حسب حالة الفرد .

إن علاج مشكلة الإدمان عادةً ما ينطوي على نوع واحد أو عدة أنواع من العلاجات :

في العلاج الجماعي

تشارك مشكلتك مع غيرك وتتلقى الدعم من اخرين يعانون من نفس مشكلتك .

في العلاج السلوكي المعرفي

تتعلم كيف تغير نظرتك للمخدرات وكيف تسيطر على  شعور الضعف تجاهها

-المقابلات التحفيزية

تساعدك على السيطرة على الأحاسيس المتضاربة بين الإدمان وتخطيه .

-الإرشاد الاسري

يساعد على وقف إستعمال المخدرات وتحسين العلاقات مع الشريك وأفراد العائلة.

من الطبيعي أن تكون الأدوية إحدى الوسائل المتبعة لتخطي مشكلة الإدمان خاصةً    عندما نتكلم عن الإدمان على المواد الأفيونية(كالهروين مثلاً ).

ومن هذه الادوية نذكر :

 -مادة البوبرنورفين( Buprenorphine )

التي تستهدف نفس المنطقة المستهدفة من قبل المخدرات الأمر الذي يزيل ذلك الشغف للمخدرات من دون أن يؤدي إلى عوارضها الجانبية.

-مادةالميثادول ( methadone):

تعمل على أجزاءمن الدماغ والحبل الشوكي لعرقلة عمل المواد الأفيونية.كما أنها تساعد في تقليل الرغبة الشديدة والأعراض الانسحابية الناجمة عن تعاطي المواد الأفيونية.

 –مادة النالتريكسون (Naltrexone) :

توقف هذه المادة أثار المخدرات وتساعد على تخفيف الرغبة لدى المدمن .

يمكن لبرامج العلاج أن تكون خارجية أو في مستشفى أو في المنزل وهي في كل الأحوال  ترتكز على نظام علاج متشابه  إذا انها تعتمد على إيجاد سبب الإدمان .

بعض البرامج الأخرى تعتمد على تحفيز المدمن عبر تقديم الجوائز والمغريات لإبقائه بعيد عن المخدرات.

إذاً تختلف التقنيات والأساليب ولكن يبقى الهدف واحد:

الوصول إلى جسم وعقل سليم بعيد عن كل أنواع المخدرات ونتائجها السلبي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة