القضية الفلسطينية تباع على مائدة البحرين للاقتصاد والسلام

ابراهيم سالم29 يونيو 2019آخر تحديث :
القضية الفلسطينية

المحتويات

هل باعت البحرين القضية الفلسطينية في ورشة الاقتصاد والسلام؟

بعد استضافة مملكة البحرين، للورشة الاقتصادية خلال الايام القليلة الماضية، سعيا لنشر سلام مزعوم ومناقشة الجانب الاقتصادي من خطة الرئيس الامريكي دونالد ترامب للسلام بالمنطقة، المعروفة اعلاميا بـ “صفقة القرن”، باتت ساحة العروبة في مرمى نيران الشك، وطرح التساؤلات حول امكانية بيع البحرين لمبادئ القضية الفلسطينية.

اعتراض واضح

وحول هذا الامر الشائك، كتبت الصحف العربية بدمائها، تعبيرا عن امتعاضها، واحتجاجها على التفريط في فلسطين ارض السلام من اجل مبدأ زائف لا وجود له.

ودلت كل المؤشرات على أن التئام هذا المؤتمر سيسهم بشكل جذري في إضفاء المزيد من المصداقية على الخطاب السياسي لليمين الصهيوني المتطرف الحاكم في تل أبيب.

تحسين الاوضاع الاقتصادية

فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيحاجج بأن تركيز المؤتمر على تحسين الأوضاع الاقتصادية للفلسطينيين وتجاهل معالجة القضايا السياسية الرئيسة والقفز على حل الدولتين، يدلل على أن هناك إسنادا عربيا رسميا لتصوره الأيدلوجي لحل الصراع الذي ينادي بـ «السلام الاقتصادي»، والذي يقوم على تسليم الفلسطينيين بسيادة إسرائيل على الأرض مقابل إحداث تحول إيجابي على واقعهم المعيشي والحياتي.

وإن كانت أحزاب «الوسط» و«اليسار» والكثير من النخب في إسرائيل ظلت، على مدى سنين، تشكك بجدوى فكرة «السلام الاقتصادي» على اعتبار أنها غير قابلة للتطبيق بسبب موقف الفلسطينيين الرافض لها؛ فإن احتضان عاصمة عربية لمؤتمر يتبنى هذه الفكرة سيجعل هذه الأحزاب تعيد حساباتها وسيجبرها على لجم انتقاداتها لخطاب اليمين الأيدلوجي والسياسي.

وقالت صحيفة القدس الفلسطينية في افتتاحيتها: “شعبنا يثبت للقاصي والداني خاصة في المنعطفات الخطرة التي مرت وتمر بها قضيته الوطنية، بأنه شعب حي وعصي على الكسر وأفشل ويفشل جميع المؤامرات والتحديات التي تستهدفه وقضيته وأرضه ومقدساته”.

وتضيف الصحيفة أن “أصوات جماهير شعبنا التي خرجت في مسيرات ضخمة منددة بصفقة القرن وشقها الاقتصادي الذي ستعقد ورشته المشبوهة اليوم في المنامة وسط غياب الفلسطينيين، لن يعلو عليها أي صوت مهما كان مصدره وحجمه، لأن شعبنا مثله مثل شعوب الأرض التي نالت استقلالها وطردت المستعمرين من بلادها في الصين والهند وكوبا والجزائر، سيسقط مشاريع التسوية التي تستهدف قضيته وتنتقص من حقوقه الوطنية”.

تصريحات وزير بحريني

وكان وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، قد اكد خلال مقابلة غير مسبوقة لقناة تلفزيونية عبرية، أن مبادرة السلام العربية كانت نقطة البداية لتطبيع العلاقات مع تل أبيب، مقرا بأن إسرائيل باقية في المنطقة ولديها الحق في الوجود، وتسعى البحرين إلى السلام وعلاقات أفضل معها.

وصرح الوزير خلال المقابلة بأن البحرين سعت دائما إلى تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكنها “افتقرت إلى التواصل مع تل أبيب”، مشيرا إلى “ضرورة عدم إضاعة هذه الفرصة الآن”.

مراجع اصلية

وردا على تصريحات وزير الخارجية البحريني، نشر موقع “الساعة 25″، مقالا خاصا يستند الى المراجع الاصلية التي اكدت انه رغم وجود أكثر من 300 موقع تقوم فيها البعثات الأثرية بأعمال الحفر، في إسرائيل والضفة والقطاع، لم يتمكن الأثريون من العثور على أى دليل أثرى يؤكد أوحتى يشير إلى مملكة داود وسليمان في فلسطين، كما لم ترد أية إشارة لهؤلاء الملوك في المصادر التاريخية وأكد ذلك كله كذب المزاعم التوراتية  بوجود مملكة إسرائيلية متحدة أيام شاؤول وداود وسليمان، وأنها روايات أسطورية لا تعبر عن الأحداث التاريخية الحقيقية.

وتبين الآن أن قصص التوراة تضمنت أحداثا تاريخية لشعوب وممالك أخرى في الشرق الأوسط، تم اقتباسها لتكون جزءا من تاريخ مملكة بني إسرائيل، فقد استعار كتبة قصة داود الرواية المتعلقة بتكوين تحتمس الثالث للإمبراطورية المصرية بين النيل والفرات قبل عصر داود بخمسة قرون ـ ونسبوها إلى ملكهم وكما يؤكد ويبين باحث المصريات الكبير العالم أحمد عثمان: لا تزال تفاصيل المعارك التي استعارها الكهنة لقصة داود بني إسرائيل ، مسجلة حتى أيامنا هذه على جدران معبد الكرنك وفي سجلات حروب تحتمس الثالث. ونحن نجد هنا صدى لأهم معركة خاضها تحتمس الثالث ـ عام 1468ق . م ـ عندما تجمع 350 ملكاً بجيوشهم لمحاربته، عند حصن “مجيدو” بوسط كنعان، وصار اسم هذه المدينة في اللغة ، منذ ذلك الوقت هو “المجد”، تعبيرا عما حققه الملك المصري في هذه المعركة من أعلى درجات الانتصار.

موقف الادارة الامريكية

وكانت الإدارة الأمريكيّة قد كشفت عن صفقتها المَسمومة لتصفية القضية الفلسطينية التي سيعرِضها جاريد كوشنر، صِهر الرئيس الأمريكي، على المُشاركين العرب في مُؤتمر المنامة الذي يبدأ أعماله يوم الثلاثاء في غِيابٍ كامِلٍ للفِلسطينيين أصحاب القضيّة سواء من الضفّة الغربيّة أو قِطاع غزّة على الصّعيدين الرسميّ والشعبيّ.

جاريد كوشنر يتعامل مع القضية الفلسطينية كصفقة عقاريّة، وكسِمسار مُحترف، يعرِف كيف يُوزّع الرشاوى على كُل المُشاركين في هذه المُؤامرة من العرب خاصّةً، ولهذا تحدّث عن مشاريع استثماريّة في الأردن ولبنان ومِصر لإغراء حُكوماتها بالقُبول بهذه الصّفقة المُؤامرة وتسهيل تطبيقها، مُستغلًّا أوضاعها الماليّة الصّعبة.

المشهد الفلسطيني

بدوره، قال وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف، في حوار صحفي في وكالة سبوتنيك: “نحن نقول إن هذه مواقف متعلقة بهذه الدول لبعض الاعتبارات دون أن نبرئ أحدا. ورغم ذلك نتطلع لتضامن عربي قوي فى منع المؤامرة التي يحاولون نسجها فى هذا المؤتمر. إذا كانت هذه ورشة عمل لمناقشة بعض القضايا فهم أحرار فيما يفعلون، لكنهم ليسوا أحراراً في التدخل في شئون قضايا الشعب الفلسطيني وحقوقه. لذا فنحن لا نعفي أحدا من مسئولياته تجاه هذه الحقوق وواجباته القومية، وينبغي أن تصاغ الأمور وفق موقفنا نحن الفلسطينيين”.

جدير بالذكر أن المنامة استضافت على مدار يومي 25 و26 يونيو 2019 “ورشة البحرين للسلام والازدهار”، الشق الاقتصادي لخطة السلام في الشرق الأوسط، والمعروفة إعلاميا بـ “صفقة القرن”.

ويهدف المؤتمر بحسب منظميه إلى تنظيم الجوانب الاقتصادية لخطة التسوية السياسية الأمريكية المرتقبة للشرق الأوسط.

موضوعات تهمك:

ردا على تصريحات وزير الخارجية البحرينى

هل ضاعت فلسطين وضاعت المقاومة العربية للكيان الصهيونى؟

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة