القدس وسلاح التطبيع الفتاك

محمود زين الدين19 أبريل 2022آخر تحديث :
التطبيع

التحركات الميدانية نقلت مركز الثقل نحو قوى حية باتت محط اهتمام القوى الدولية وشعوب المنطقة.
البوصلة العربية مضطربة لم تعد تهتدي لوجهة محددة سياسيا واقتصاديا وفكريا فهي فاقدة للمرجعية الأخلاقية والثقافية والسياسية والأمنية.
دول وكيانات عربية تفقد مبررات وجودها لا بسبب عجزها عن مقاومة الاحتلال وطرح مشروع عربي حضاري بل بسبب فشلها في توفير متطلبات الشعوب الأساسية.
لقاءات تطبيعية واتفاقات تجارية وسياسة وأمنية مع الكيان الصهيوني تتهدد الأمن القومي العربي وأمن الشعوب والدول والأنظمة الموقعة عليها قبل شعب فلسطين وقضيته ومقاومته.
التطبيع والعلاقات التجارية والاتفاقات الأمنية مع الاحتلال لم تنجح في رسم مسار جديد بالمنطقة بل مهدت الطريق لقوى فاعلة ومؤثرة ولدت من مواجهة الاحتلال لتملأ الفراغ وتسد ثغرة التطبيع الفتاك.
* * *

بقلم: حازم عياد
البوصلة العربية مضطربة لم تعد تهتدي الى وجهة محددة سياسيا واقتصاديا وفكريا فهي فاقدة للمرجعية الثقافية والسياسية والامنية.
اضطراب عبرت عنه بيانات الشجب والاستنكار العربية لمحاولات الصهاينة تهويد المسجد الأقصى، مقابل بيانات ولقاءات تطبيعية واتفاقات تجارية وسياسة وأمنية مع الكيان الصهيوني تتهدد الأمن القومي العربي وأمن الشعوب والدول والأنظمة الموقعة على هذه الاتفاقات قبل ان تتهدد الشعب الفلسطيني وقضيته المشروعة في مقاومة الاحتلال.
بيانات الشجب والاستنكار والاستنجاد بالامم المتحدة فقدت مصداقيتها وجدواها اذ لا تسندها إجراءات عملية على الأرض سواء في ميدان السياسة أو الاقتصاد أو الحرب.
فمساعداتها الاقتصادية والسياسية للشعب الفلسطيني مشروطة ومقيدة، والدعم العسكري مفقود ومحظور، والتطبيع هو الحاضر الحقيقي في المشهد مع الكيان الصهيوني بل يروج لها على اعتباره السلاح الفتاك لوقف انتهاكات إسرائيل.
الدول والكيانات السياسية العربية تفقد شيئا فشيئا مبررات وغايات وجودها، لا بسبب عجزها عن مقاومة الاحتلال وطرح مشروع عربي بمرجعية حضارية عربية إسلامية؛ بل بسبب الفشل في توفير المتطلبات الأساسية للشعوب سواء كانت اقتصادية او صحية وتعليمية.
فالمصالح والذرائع ذاتها التي قدمتها لتبرير اضطراب بوصلتها خلال السنوات الثلاثين الاخيرة بدعوى الدفاع عن المصالح الوطنية العليا؛ فلا هي دافعت عن هذه المصالح ولا هي حافظت عليها؛ وسلاحها التطبيع الفتاك الذي ابتكرته بات يتهدد بالفتك بها قبل ان يفتك بالاحتلال!
البوصلة العربية المضطربة لن تصحح وجهتها أوركسترا الشجب والاستنكار العربية، بل التحركات الميدانية التي نقلت مركز الثقل نحو قوى حية باتت محط اهتمام القوة الدولية وشعوب المنطقة.
فالتطبيع والعلاقات التجارية والاتفاقات الأمنية مع الاحتلال لم تنجح في رسم مسار جديد في المنطقة، وإنما مهدت الطريق لقوى فاعلة ومؤثرة تخلقت من رحم المواجهة مع الاحتلال لتملأ الفراغ وتسد ثغرة التطبيع الفتاك.
* حازم عياد كاتب وباحث سياسي
المصدر: السبيل – عمان

موضوعات تهمك:

القدس و”رالي باها” التطبيعي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة