العنصري الصهيوني من الذات الإلهية/ الشخيناه

أحمد عزت سليم15 يوليو 2020آخر تحديث :
العنصري الصهيوني من الذات الإلهية/ الشخيناه

العنصري الصهيوني من الذات الإلهية/ الشخيناه

يرى الصهيونى  بوبر فإن الحوار الحق يمكن فقط  بين الإله واليهود بسبب التشابه بينهما وهو أمر ليس متاحا لكل الأمم. ويستمد نظامه القيمى من إله الحرب رب الجنود والجيوش الذى يأمر شعبه بقتل الذكور والأطفال والنساء، لا يستبقى منهم نسمة ولا يرحم أحداً ويأمر بالسرقة والإبادة والمحو واغتصاب حقوق الآخرين ، وحينما يصير لا فرق بين الجوهر الإلهى والجوهر اليهودى ويتوحدا معاً ويحل كلاهما فى الآخر ويجلسان معا يحكمان العالم فلا عجب أن يسرق اليهودى ويغش ويقتل ويمارس المحو والإبادة كعملية تعصب عنصرى مقدس “ثلاثية الأبعاد”.. العمليات المعرفية والمشاعر والتعليم الاجتماعى والإطار الثقافى بمختلف مكوناته ” كقيم مطلقة وكركيزة إدراكية جماعية تفسر وتفضح السلوك الصهيونى بمستوياته المتعددة عالمية و “إسرائيلية” جماعية وفردية كانت أو قولية وفعلية وجمعية ، وتتبدى فى أنصع صورها فى العدوان العدائى الذى يعتبر “أنقى صورة للعدوان الذى يمثل فيه ارتفاع الأذى بالهدف الغرض الأساسى له وينتج من ذلك عادة شعور المعتدى بكراهية الهدف ومقته”، وكهدف نهائى حيث يصبح الوجود اليهودى والبقاء اليهودى كغاية مرتبطين بنفى الآخر ومحوه ، ومتجليان فى نظام من القيم ومن الأيديولوجيا العنصرية التى تحتمهما وتجعلهما غاية لاهوتية فى حد ذاتهما كما أن هذه القيم وهذه الأيديولوجيا العنصرية هى غاية لهما لتحقيق الاستمرار اليهودى والذى يتأكد تحققه بالصهيونية من خلال سياسات النقاء العنصرى والبقاء العنصرى والتفوق العنصرى.

وتتجلى الأصولية العنصرية الصهيونية فى ما يؤصلون له من أن الإله قد اختارهم ومنحهم حقوقاً أكسبها لهم الإله أبدياً وحصرياً وتاريخياً ككل متجانس دون سائر الأغيار ، وذو نمط واحد هو الجوهر اليهودى الذى يتحقق فى “يسرائيل الشعب” التى هى “يسرائيل التوراة”، وكلاهما فى عقل الإله من قبل الخلق، وأن “إسرائيل” وحدها هى التى سوف تحقق التوراة وهى شريكة الإله فى عملية إدارة الكون وإدارة حركة التاريخ وتوجيههما، والتى يتدخل فيهما الإله لصالح “شعب يسرائيل” بحيث يتجه التاريخ نحو نهايته المسيانية الحتمية المطلقة التى يتحكم فيها اليهود فى مصير البشر والعالم، وعندها يقهقه الإله على عرشه وهو يرى الماسيح قد وصل وقضى لتوه على الشعوب الأخرى، وهذا القضاء وهذه الإبادة المسيانية الجماعية لشعوب العالم هى المرحلة الحتمية التى يستهدفها البقاء اليهودى كمرحلة نهائية للعداوة والكراهية للأغيار، ويصير التزاوج بين الخالق والشعب فى القبالاة (طبقاً للتجلى العاشر ضمن التجليات التوراتية العشرة- سيفروت) توحداً كاملاً ويقوم هذا “الشعب” بتوزيع رحمة الإله على العالمين بالتخلص منهم!

هذا الاختيار الإلهى لهم لا يسقط عن الشعب اليهودى حتى لو أتى هذا الشعب المعصية ولم ينفذ شريعة الرب فى قتل الأخيار، وحب الإله للشعب المختار يغلب على عدالته مهما تكن شرور هذا “الشعب” وكما يفسر راشى و يرى أنه ليس لأى إنسان أن يتدخل فى هذا الاختيار، وحولت القبالاة “الشعب اليهودى” من مجرد شعب مختار إلى شعب يعد جزءاً عضوياً من الذات الإلهية فهو الشخيناه “التجسيد الإنثوى للحضرة الإلهية” التى تجلس إلى جواره على العرش وتشاركه السلطة، بل قال أحد الحاخامات أنه حينما ينفذ اليهود إرادة الإله فإنهم يضيفون إلي الإله فى الأعالي، وليتفوقوا على النص المقدس “كتاب الكتب الخالد”.

ومن هنا وانطلاقا من روح الرب، يتأسس العقد الإرادى حول وحدة واحدة هى رابطة لاهوتية تجمع الإله والنص والميثاق والشعب فى قانون ونظام لاهوتى واحد، متساوية فى ترتيباتها ومكانتها وتوزعاتها وتأثيراتها على الأرض زماناً وتاريخاً فاليهودى اليمنى فى العصور البعيدة هو نفسه اليهودى الفلاشا الإثيوبى فى القرن الحادى والعشرين هو ذاته اليهودى الصينى فى القرن الثالث عشر وهم جميعا ذاتهم اليهودى الأمريكى المنحدر من أصل روسى أو بولندى أو ألمانى وكل هؤلاء هم بذاتهم وذواتهم هم اليهودى داخل الكيان العنصرى الصهيونى الإسرائيلى فى فلسطين المغتصبة، وذلك لأن أرواحهم مصدرها روح الإله التى لا تتغير ولا تتبدل، والإله الذى توحد فيهم، فتوحد اليهودى الماقبلى فى اليهودى الما بعدى، وتوحدت المثالية فى الوجود، والميتافيزيقا فى الأفراد والجماعات، ليصير اليهودى إلهاً متعالياً فوق سائر المخلوقات التى خلقت جميعاً من أجل خدمته،  فهو سابق عليها، له جوهره الأبدى الذى لا يتغير ولا يتبدل ، له صورته التى أعطاها له الإله وميزه بها عن سائر الأغيار بالعقل اليهودى الذى هو عقل البشرية لا أولئك الحيوانات القذرة.

موضوعات تهمك:

المزاعم الصهيونية الكاذبة لامتلاك الواقع والتاريخ

الصهيونية ينشد أفرادها النفعية واللذة والشهوة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة