السودان.. تكتكيات جديدة في الصراع بين المدنيين والعسكريين

محمد خالد2 يناير 2022آخر تحديث :
السودان

نشر موقع ميدل إيست آي، البريطاني، تقريرا حول المواجهات المستمرة بين المتظاهرين وقوات الأمن التابعة للسلطة العسكرية في السودان على مدار ثلاث سنوات حول الحكم المدني والعسكري، ومفاد التقرير أن سنوات الصراع على السلطة بين المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية والحكم المدني والمجلس العسكري والقوات التابعة له، علمت الطرفين تكتيكات جديدة لمهاجمة كل منهما الآخر والتصدي له أو الهرب منه.

وفي تقرير كتبه محمد أمين من الخرطوم، تحدث عن بعض التكتيكات الجديدة للمتظاهرين مثل تشكيل الآلاف منهم حاجزا بشريا يوم 30 ديسمبر الماضي لإغلاق الطرق أمام السيارات التابعة للأمن، لمنعها من الوصول إلى مستشفى الجودة بالعاصمة الخرطوم حيث يعالج العشرات من جرحى الاحتجاجات الأخيرة، وأيضا رص بعضهم الآخر سياراتهم في منتصف الطريق تاركين ممرا ضيقا للدراجات النارية التي تنقل الجرحى للمستشفى.

من جانبها أغلقت القوات الأمنية الطرق بالحاويات الكبيرة والأسلاك الشائكة والجدران الأسمنتية وهاجمت المتظاهرين بالمياه القذرة من بين الوسائل الأخرى العنيفة التي كانوا يستخدمونها لقمع المتظاهرين، في الوقت الذي كان المتظاهرون يتصدون لهم بمناورات من بينها التدريب على كيفية إعادة إلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع.

يأتي ذلك في الوقت الذي تقتحم فيه القوات الأمنية المستشفيات وسيارات الإسعاف والعيادات القريبة من مواقع الاحتجاجات لمنع المصابين من تلقي العلاج واعتقالهم، حيث يتحرك المتظاهرون لحماية المراكز الطبية بطرق بسيطة ولكنها فعالة في أحيان كثيرة لمواجهة الهجمات العنيفة غير المسبوقة من جانب الشرطة وقوات الدعم السريع التابع لحميدتي.

ونقل الموقع عن مصادر طبية قوله أن قوات الأمن اقتحمت عيادة في شارع الأربعين بأم درمان يوم الخميس الماضي، واستولت على سيارة إسعاف تقل المتظاهرين، ونقلت عن شبكة الصحافيين السودانيين قولهم أن الأمن هاجم مكاتب مؤسسات إخبارية إقليمية ودولية منها العربية وسكاي نيوز والشرق ومنعت الأخيرتين من البث المباشر.

وقال عضو اللجنة الميدانية مصعب أحمد أن المتظاهرين أغلقوا الطرق المؤدية للمستشفى لحماية الطاقم الطبي وتمكين الجرحى من العلاج، متابعا انهم رأوا جميعا اعمال عنف من بينها مداهمات للمستشفيات في مختلف المناطق خاصة في أم درمان، مؤكدا أنهم فخورون بأن الشعب يحمي تلك الأماكن من الهجمات البربرية.

ونقل الموقع أيضا عن أحد أعضاء لجنة المقاومة قوله أنهم يبتكرون أساليب أخرى لكسر الإجراءات التي تفرضها القوات الأمنية وخاصة حول مراكز الشرطة بما في ذلك منع سياراتهم من التحرك في جميع أنحاء المدينة وتعبئة المتظاهرين للاحتجاجات دون استخدام الإنترنت.

وأضاف قائلا أنهم يصرون على إسقاط النظام وسينتصرون في النهاية، على حد تعبيره، مؤكدا ان القوات ليست أقوى من نظام عمر البشير الذي أسقطوه ومع تصعيد العنف فإنهم سيستخدمون تكتيكات بسيطة وسلمية ولكنها ستكون مؤلمة للأمن، مشيرا إلى أنهم سيتجهون للاحتجاجات الليلية التي استخدمت من قبل ضد نظام عمر البشير من أجل انهاكهم.

ويشير كاتب التقرير إلى ظهور مجموعات راديكيالية بين لجان المقاومة، تحمل بعضها أسماء “ملوك اشتباكات المواكب” و”الغاضبون”، والذي يعملون على التصدي للأمن وإبطال مفعول أسلحتهم.

ويقول عضو إحدى تلك الجماعات للموقع، أن المجموعات فقدت عدد من أعضائها بعضهم مفقودون دون أي معلومات حول أماكن احتجازهم، مضيفا أنهم استخدموا بعض المواد لحماية أنفسهم من آثار الغاز المسيل للدموع، مما مكنهم من مواجهة الشرطة وقوات الأمن بشكل أفضل وإلقاء العبوات عليهم مرة أخرى، مؤكدا انه مؤلم جدا بالنسبة لهم.

وتابع: “نستخدم دراجات نارية لكسر إغلاق الطرق والسماح للناس بالحركة وإجلاء الجرحى والفرار من القوات”.

وقال ناشط حقوقي أن العنف المستخدم يوم الخميس الماضي كان غير مسبوق، مؤكدا انه يعتبر علامة على أن السلطة بدأت تفقد سيطرتها على القوات، مشيرا إلى أن العنف بما فيه القتل والهجمات على المؤسسات الإعلامية وإرهاب المتظاهرين كان غير مسبوق، وأن الفيديوهات التي شاهداها العالم تعد انتهاكا جسيما للحقوق الأساسية للسودانيين وقد تؤدي لإجراءات وعقوبات ضد قادة الانقلاب في وقت قريب.

موضوعات تهمك:

تعطيل الإنترنت في السودان استباقاً لخروج المظاهرات

السودان.. الأمن يقمع المتظاهرين ويبعدهم عن القصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة