السلطة تضرب المقاومة وتطالب بحماية دولية!

محمود زين الدين7 ديسمبر 2022آخر تحديث :
السلطة

ما هو شكل هذا النضال السلمي، وعمليات الإذلال على المعابر وفي الطرقات لا تطاق ولا توصف؟!
بدلا من أن تفتح السلطة التحقيق، وتنقله إلى العالم، تكتفي بالترحيب بدعوة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لإجراء تحقيق باستشهاد عمار مفلح؟
لماذا لا يتناسب رد فعل السلطة مع جرائم الاحتلال بوقف التنسيق الأمني وإطلاق يد الشبان الفلسطينيين وكوادر فتح بمواجهة جرائم الاحتلال والاستيطان وحماية المقاومين بدلا من تسليمهم للاحتلال؟
* * *

بقلم: علي سعادة
لا تفهم كيف يخرج المسؤولون في السلطة الفلسطينية على وسائل الإعلام في كل مرة يتعرض فيها فلسطيني لعلمية قتل بربرية ووحشية ومنهجية من قبل العصابة المجرمة والعنصرية المحتلة لفلسطين.
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يواصل ترديد نفس الجملة منذ أن وعي على العمل السياسي وهي أن الشعب الفلسطيني متمسك بالنضال السلمي.
لا أعرف بالضبط ما هو شكل هذا النضال السلمي إذا الاحتلال يقتل الفلسطينيين بدم بارد دون أن يشكلوا أي تهديد له، أو كيف يكون النضال السلمي بينما يقوم زعران الاستيطان بمصادرة الأراضي والتنغيص والتنكيد على الفلسطينيين في كل ثانية، كيف يكون النضال السلمي وحرمة البيوت تنتهك والاعتقالات متواصلة وعلميات التعذيب بحق الأطفال وغيرهم تتسع!
بربكم: ما هو شكل هذا النضال السلمي، وعمليات الإذلال على المعابر وفي الطرقات لا تطاق ولا توصف؟!
ثم يأتي رئيس الحكومة في السلطة محمد اشتية ليدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات جدية وملموسة لمحاسبة الاحتلال وتقديم المجرمين والقتلة إلى العدالة الدولية.
لماذا لا تقوم أنت ورئيس السلطة بهذه المهمة؟ هذا دورك ودور السلطة في حماية الشعب الفلسطيني، وليس الشكاوى والبكاء واللطم والتوسل للمجتمع الدولي الذي اختفى من خارطة هذا العالم منذ أكثر من ثلاثين عاما على الأقل.
وبدلا من أن تفتح السلطة التحقيق، وتنقله إلى العالم، تكتفي عبر اشتية بالترحيب بدعوة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لإجراء تحقيق باستشهاد الشاب عمار مفلح، مؤكدا أن تكرار الجرائم لم يكن ليحدث لولا إفلات الجناة من العقاب.
وإذا قولك “إن التعبير عن القلق لم يعد يتناسب مع حجم الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق شعبنا الأعزل، وما يتركه من آثار مدمرة تطال كل عناصر الحياة على أرضنا”.
لماذا لا يتناسب رد فعل السلطة مع جرائم الاحتلال بوقف التنسيق الأمني مثلا، أو إطلاق يد الشبان الفلسطينيين وكوادر “حركة فتح” في مواجهة جرائم الاحتلال وزعران الاستيطان، وفي حماية المقاومين بدلا من تسليمها للاحتلال وتزوديه بمعلومات عن أماكن تواجدهم.
هذا أضعف الإيمان وإذا لم يتحقق، فأعتقد أن التزام السلطة الصمت قد يفيد القضية الفلسطينية أكثر.
رفع علم فلسطين يوازي باعتقادي كل عبث وسقط الكلام الذي يقال في مكان لا يتناسب مع جرائم العدو ومع الصمت الفلسطيني الرسمي على هذا الإجرام والاكتفاء بتصريحات إنشائية هدفها الوحيد إراحة الضمير الذي لا يرتاح أصلا إلا بالتخلص من كل معيقات تحرير فلسطين وفي مقدمتها التنسيق الأمني.

*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن

المصدر: السبيل – عمان

موضوعات تهمك:

العودة إلى شعار الوحدة الوجودي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة