الدم في خدمة السياسة الحزبية الأمريكية

محمود زين الدين7 أغسطس 2022آخر تحديث :
السياسة الحزبية الأمريكية

احتفل بايدن بقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري بغارة لطائرة مسيرة، ويتبجح في خطاب متلفز للشعب الأمريكي.
تخضع تصفيات أعداء أمريكا لحسابات حزبية أكثر منها حسابات سياسية عامة، أو درء أخطار محدقة بالولايات المتحدة.
يختار الرؤساء الأمريكيون وقت تنفيذ تلك الاغتيالات، ومن ثم الصورة الاستعراضية التي يعلنون فيها عن العملية تفضح ذلك.
يهتم رؤساء أمريكا كثيرا بالصورة التي سيخرجون بها معلنين عن ذلك الحدث “الكبير”، سعيا لإظهار رئيس قوي وصارم وحريص على أمن الأمريكيين وراحتهم!
الظواهري البالغ 71 عاما معظمها بين سجون وجبال ومعيشة قاسية كان يعاني حالة صحية خطيرة قرب الوفاة لكن الباحثين عن الشهرة والشعبية يعرفون أين تؤكل الكتف.
* * *
في آب من العام الماضي، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن ردا على سؤال حول أسباب انسحابه من أفغانستان قائلا: “انظر، دعنا نضع هذا في السياق.. ما هي مصلحتنا في أفغانستان الآن وقد ذهبت القاعدة؟ ذهبنا إلى أفغانستان لهذا الهدف الواضح، وهو إخراج القاعدة من أفغانستان. وهو ما فعلناه”.
وفي نفس الشهر، استبعد وزير الخارجية أنتوني بلينكن وجود القاعدة في أفغانستان، وقال إن هناك “بقايا” لا تشكل خطرا جديا على التراب الأمريكي.
لكن وبعد عام من تلك التصريحات، يحتفل بايدن بقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري بغارة لطائرة بدون طيار، ويتبجح في خطاب متلفز للشعب الأمريكي:
“كل من يهدد الأمريكيين، لا يهم الوقت الذي يستغرقه الأمر، ولا يهم أين يختبئ، ستجده الولايات المتحدة وستتخلص منه”.
خلال الحرب من الطبيعي أن يسعى المتحاربون إلى تصفية قادة بعضهم البعض سعيا لتسجيل النصر، وخدمة لأهداف بلادهم من الحرب.
لكن ما نراه في الولايات المتحدة أن تلك التصفيات لأعداء أمريكا تخضع لحسابات حزبية أكثر منها حسابات سياسية عامة، أو درء أخطار محدقة بالولايات المتحدة؛ حيث اختيار الرؤساء لوقت تنفيذ تلك الاغتيالات، ومن ثم الصورة الاستعراضية التي يعلنون فيها عن العملية يفضح ذلك.
فغالبا ما تتم تلك التصفيات خلال فترة انتخابات حاسمة للحزب الذي ينتمي إليه الرئيس، كما أن شعبية الرئيس تلعب دورا في ذلك، فغالبا ما يسعون من وراء تلك العمليات إلى رفع نسبة شعبية الرئيس المتدهورة في استطلاعات الرأي العام.
يهتم رؤساء الولايات المتحدة كثيرا بالصورة التي سيخرجون بها معلنين عن ذلك الحدث “الكبير”، سعيا لإظهار رئيس قوي وصارم وحريص على أمن الأمريكيين وراحتهم.
لا شك أن الاستخبارات الأمريكية تعلم عن تقارير صحفية تتحدث عن أن الظواهري الذي يبلغ من العمر 71 عاما، قضى معظمها بين السجون والجبال وفي ظروف معيشية قاسية، يعاني من حالة صحية خطيرة، وربما كان قريبا من الوفاة، لكن الباحثين عن الشهرة والشعبية يعرفون من أين تؤكل الكتف.

* عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني

المصدر: السبيل – عمان

موضوعات تهمك:

هل انتهت الحرب على الإرهاب ؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة