الحراك الشعبي والسلطة .. الوقت في صالح من؟

محمد مرواني25 مارس 2019آخر تحديث :
الحراك الشعبي والسلطة .. الوقت في صالح من؟

الحراك الشعبي والسلطة .. الوقت في صالح من؟

لم تستوعب السلطة في الجزائر فيما يبدو هذا الحراك الشعبي خاصة وانه يتسم بطابع شعبي غير مؤطر ولا مهيكل، إذ عجزت أحزاب الموالاة في النزول إلى الشارع ومواجهة هذا السيل الجارف من حشود المواطنين الجزائريين، الذين يجوبون مختلف شوارع المدن الجزائرية ويجتمعون في الساحات العمومية كل جمعة للمطالبة بتغيير نظام الحكم السياسي، وتأسيس ما يقولون انه جمهورية ثانية، تتجاوز شرعية الماضي وتضع حدا لواجهة النظام السياسي الحالي.

والبارز أن قطاعا واسعا من الشباب الذي لا يتذكر جديا عهد الرئيس السابق “اليامين زروال” يحرك الآن الشارع ويفرض إيقاعه على الجميع وهم طلاب جامعيون وشباب يرددون شعارات تطالب بالتغيير السياسي والعدول عن تمديد عهدة الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة.

وبعد خمس أسابيع من الحراك الشعبي الذي أطاح برئيس الحكومة احمد اويحي واستدعى على عجل احمد بدوي وزير الداخلية الأسبق لتكوين حكومة كفاءات وطنية وتعين نائب للوزير الأول هو الدبلوماسي رمطان لعمامرة تتحدث أوساط إعلامية عن تكليف ولاة الجمهورية بالتواصل مع ممثلي الحراك الشعبي على المستوى المحلي ثم ايجاد صيغ أخرى للتحاور مع الشباب وممثلي الحراك الشعبي في مقاربة تراهن عليها السلطة للخروج من الأزمة السياسية التي تواجه النظام السياسي بأكمله.

غير أن العديد من الفاعلين الشباب والمواطنين من داخل الحراك الشعبي يرفضون أن يتحدث أي احد باسمهم وليسوا متحمسين على الإطلاق لاختيار ممثلين تطلب الحكومة لقائهم بل إنهم يتعتقدون أن مطالبهم السياسية المرفوعة لم تستجب لها السلطة بعد ولا توجد في نظرهم أي مؤشرات قوية على إجراء انتخابات رئاسية لانتخاب رئيس جديد كما أنهم متحفظون على ما طرحته السلطة حول عقد ندوة وطنية جامعة تضم كل فعاليات المجتمع السياسي والمدني والشباب.

ويحذر سياسيون من الوصول إلى الانسداد الحقيقي إذا ما تأخرت السلطة في المبادرة بحل الأزمة السياسية وطرح انتقال سياسي سلس للسلطة كما يحذر سياسيون من أي اختراق للحراك الشعبي ومحاولة تشتيت كيانه، مؤكدين على ضرورة أن يكون هناك قرار توافقي قبل نهاية عهد الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة الذي تعهد بتغيير النظام السياسي ضمن انتقال امن للسلطة في الجزائر لا يغامر بالوضع الحالي خاصة بعد ذاقت الجزائر ويلات الإرهاب في سنوات التسعينيات، وهي حذرة إزاء تدخلات أجنبية في شؤونها الداخلية وتسوق لهذا الطرح عبر لقاءات وزير الخارجية ونائب الوزير الأول رمطان لعمامرة لعدد من قادة الدول الاروربية.

موضوعات تهمك:

عن الجزائر وحكاية الرئاسة من بن بللا إلى بوتفليقة

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة