الانتخابات الإسرائيلية مجدداً

محمود زين الدين31 أكتوبر 2022آخر تحديث :
الانتخابات الإسرائيلية

ليست المنافسة الحامية بالانتخابات الإسرائيلية أكثر من استفتاء على شخص نتنياهو ومسألة عودته للحكم رغم ملفات الفساد التي تلاحقه.
لا سبب للرهان أو توهم تغيير من داخل إسرائيل يمكن أن يغير وجهة دولة الاحتلال وسياساتها وأطماعها في الأراضي الفلسطينية وإبقاء الاحتلال.
ليس هناك أي بصيص أمل لأن تتمخض الانتخابات الإسرائيلية، الثلاثاء المقبل، عن نتائج ذات شأن في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وزوال الاحتلال.
* * *

بقلم: نضال محمد وتد
مرة أخرى يذهب الإسرائيليون لانتخابات خامسة، منذ أجريت انتخابات إبريل/ نيسان 2019، وسط حالة “تعادل” بين معسكرين رئيسيين يقومان في إسرائيل اليوم على محور واحد لا غير، بنيامين نتنياهو مقابل معارضيه، من دون أن يمثل، بنظر الناخب الإسرائيلي، الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي، أو مسألة الاحتلال وجرائمه، عاملاً حاسماً في تحديد جهة التصويت، باستثناء قوى هامشية في أقصى اليسار الصهيوني، ممثلة بحزب ميريتس، وبعض الجماعات الصغيرة داخل حزب العمل، وما يسمى بالخطاب الفلسطيني قوى تقدمية يهودية غير صهيونية.
وفي الواقع فإنه لولا وجود بقية من أهل البلاد، من فلسطينيي الداخل، يشكلون انتخابياً ما يوازي 17 بالمئة من أصحاب حق الاقتراع، لكانت حصة اليمين في إسرائيل، التي تصل اليوم إلى نحو 80 نائباً في الكنيست، قد قاربت المائة نائب.
ويعني هذا في السياق الفلسطيني والاحتلال، أنه ليس هناك سبب يدفع للرهان أو تعليق أوهام على تغيير من داخل إسرائيل يمكن له أن يغير وجهة دولة الاحتلال وسياساتها وأطماعها في الأراضي الفلسطينية أولاً، وفي إبقاء الاحتلال، وإن بصيغ مختلفة، مثل حكم ذاتي موسع ثانياً.
هذا يعني أنه ما دام الإسرائيليون مطمئنين إلى قوتهم العسكرية، والانحياز الأميركي المطلق لدولة الاحتلال، ناهيك عن نفاق أوروبا لدولة الاحتلال في القضايا المركزية، فليس هناك أي بصيص أمل لأن تتمخض الانتخابات الإسرائيلية، الثلاثاء المقبل، عن نتائج ذات شأن في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وزوال الاحتلال.
صحيح أن رئيس حكومة تصريف الأعمال يئير لبيد تحدث، في خطابه أمام الأمم المتحدة أخيراً، عن تأييد فكرة حل الدولتين، لكن خطابه لم يكن أكثر من مناورة سياسية تخدم لبيد داخلياً، وتخفف الضغوط عن إسرائيل، وتتيح لها متنفساً يمكنها من مواجهة الحملات الدولية الشعبية ضد نظام الأبارتهايد وجرائم الحرب التي ترتكبها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وعليه فإن المنافسة الحامية في الانتخابات الإسرائيلية ليست أكثر من استفتاء على شخص نتنياهو ومسألة عودته للحكم، رغم ملفات الفساد التي تلاحقه، بالنسبة لمؤيديه ومناصريه الذين يبدون ولاء أعمى له، مقابل من يتذرعون بملفات الفساد لاستبداله هو، وليس استبدال سياساته، دون أن يقدموا بديلاً حقيقياً لخطوطه السياسية العريضة على مستوى السياسات الخارجية وقضية الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي، أو ما بقي من هذا الصراع.

* نضال محمد وتد كاتب صحفي فلسطيني

المصدر: العربي الجديد

موضوعات تهمك:

لبنان.. إسرائيل: ترسيم تقني أم اعتراف سياسي؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة