“الارتداع” الإسرائيلي: انغلاق فرص تنفيذ عمليات هجومية

محمود زين الدين17 نوفمبر 2018آخر تحديث :
غزة.. توزيع حلوى بمسيرة احتفاء باستقالة ليبرمان
مسيرة في غزة

الارتداع الإسرائيلي: انغلاق فرص تنفيذ عمليات هجومية

إلى جانب الحذر غير العادي الذي تبديه إسرائيل في مواجهة فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وخاصة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، فإنها تواجه “قلقا متصاعدا” على الجبهة الشمالية، الأمر الذي من شأنه أن يحد من قدراتها على مواصلة شن هجمات على سورية ولبنان أيضا.

وبعد أن وسعت عملياتها الهجومية في السنوات الأخيرة، بالاستفادة من الأوضاع في العالم العربي، بداعي تنفيذ ضربات استباقية، فإن هذا الحيز بدأ يتقلص، ويحد من قدرتها استئناف هجماتها.

وبحسب المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، فإن إسرائيل تواجه في الشمال “الخطر الملموس في انغلاق شباك الفرص العملانية”، حيث أن نشاط الجيش الإسرائيلي خلف الحدود تركز في السنوات الأخيرة بما يطلق عليه “المعركة بين الحروب”، واستغلت إسرائيل حالة عدم الاستقرار في العالم العربي من أجل توسيع عملياتها الهجومية، والسرية بغالبيتها.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي نفذ مئات الهجمات الجوية والعمليات الخاصة. وفي سورية ولبنان تركزت العمليات، بداية، على إحباط عمليات نقل أسلحة متطورة من إيران إلى حزب الله. وخلال السنة الأخيرة أضيف إلى ذلك مهمة جديدة، وهي منع التمركز العسكري الإيراني في سورية.

وبحسب المحلل العسكري، فإن استقرار نظام بشار الأسد يغير هذا الواقع تدريجيا، مضيفا أن “روسيا التي لا تزال غاضبة، استغلت حادثة إسقاط الطائرة الروسية خلال هجوم إسرائيلي، قبل نحو شهرين، لفرض قواعد لعبة إستراتيجية جديدة في الشمال.

ورغم أن إسرائيل لم توقف هجماتها في سورية بشكل مطلق، إلا أنه يبدو أن روسيا تضيق عليها في هذا المجال. كمأ ان “اللقاء الخاطف” بين نتنياهو والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي عقد بعد جهود إسرائيلية على هامش المؤتمر الدولي في باريس، مطلع الأسبوع، لم يحل هذه الأزمة. وكان بوتين قد صرح، يوم أمس، أنه لا يجري التخطيط للقاء آخر مع نتنياهو قريبا.

وبحسب هرئيل فإن الروس يوضحون لإسرائيل، بعدة طرق، أنه “بالنسبة لهم ما كان لن يستمر، وأن نشاط سلاح الجو الإسرائيلي يعرقل مشاريعهم المركزية، وهي استعادة سيطرة النظام على غالبية أراضي سورية، والتوقيع على عقود طويلة الأمد مع الأسد، تضمن الحفاظ على المصالح الأمنية والاقتصادية لموسكو”.

ويضيف أن ذلك تجلى في “السلوك العدواني عبر الخط الساخن الذي يربط سلاح الجو الإسرائيلي بالقاعدة الروسية في حميميم، شمال غربي سورية، والذي يعمل على منع وقوع حوادث جوية، كما ينعكس في التوجه المضاد من جانب مفعّلي بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات والطيارين الروس في سورية”.

ويضيف، أيضا، أنه قد تتطور مشكلة أخرى في لبنان. وكان نتنياهو قد حذر في خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، نهاية أيلول/سبتمبر الماضي، من محاولات إيران وحزب الله إقامة خطوط إنتاج للصواريخ في منطقة بيروت. وعلى خلفية المصاعب في عملية نقل الأسلحة، فقد توصل “فيلق القدس” إلى نتيجة مفادها أنه يجب تقصير المسافة بين المنتج والمستهلك، وتركير عملية تطوير دقة صواريخ حزب الله في أراضي لبنان نفسها.

وما يقلق إسرائيل أكثر، بحسب هرئيل، هو أن بوتين يبدي، مؤخرا، اهتماما كبيرا بما يجري في لبنان، بما قد ينبئ بأن روسيا تنوي توسيع مظلتها التي تنشرها فوق سورية لتشمل لبنان أيضا، الأمر الذي من شأنه أن يعقد الاعتبارات الإسرائيلية.

المصدر: عرب 48

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة