الإسلام التائه في مولد سيدي النظام العالمي

د. محمد السعيد عبد المؤمن13 يونيو 2022آخر تحديث :
الإسلام

أضعنا الإسلام، لأن الإسلام لا يتقادم مع كتابه المحفوظ إلى يوم القيامة، والمناسب للحركة في كل العصور.
الحضارة الحقة تقوم على علم حق وفكر مستنير وقلب يفيض بالإيمان وعقل يدرك قيمة الإسلام فيبحث عن الإسلام عزيزه التائه.
لا يستطيع أي نظام تغيير الإسلام المودع بالقلوب لكن الإنسان تحت ضغط المادة أو الحاجة أو المرض النفسي ينسى أن له قلب، فينسى الوديعة التي أودعها الله فيه.
الإسلام تائه في ضجة ما يروجه النظام العالمي وتصديق غافلين وسلبيين ومتبجحين وسبب التيه عدم فقه كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
عندما استمسك المسلمون بالقرآن صنعوا حضارة تعلم منها الغرب والشرق وعندما تاهوا عن كتابهم سقطت حضارتهم، وتاه إسلامهم، وأصبحوا يتسولون ممن لا دين لهم!
* * *
الإسلام ليس اسما لجماعة أو حزب أو مذهب أو دولة أو نظام، إنه الوديعة التي أودعها الله في قلوب من يؤمن به واحدا أحدا لا شريك له، وكما لا يستطيع أي شيطان أن يدخل قلب أحد فلا يستطيع أي نظام أن يغير الإسلام المودع في القلوب، لكن الإنسان تحت ضغط المادة أو الحاجة أو المرض النفسي ينسى أن له قلب، ومن ثم ينسى الوديعة التي أودعها الله فيه، فيتوه وتتوه، وهو لا يعلم أن سر ما يمكن أن يحصل عليه في الحياة هو أن يظل القلب واعيا بما فيه من وديعة وأنها سر سعادته في الدنيا والآخرة.
إذا قلنا إن الإسلام قد تقادم منذ قال الله سبحانه لنبيه إبراهيم عليه السلام: أسلم، وقال إبراهيم: أسلمت لرب العالمين. فقد أضعنا الإسلام، لأن الإسلام لا يتقادم مع كتابه المحفوظ إلى يوم القيامة، والمناسب للحركة في كل العصور، فإذا رأى من لا يرى الإسلام أن التقدم هو ما يفتريه النظام العالمي، فليناقش ذلك التقدم الزائف الذي انحدر بالإنسان إلى أسوأ ما يمكن أن يصل إليه.

ما بال من يتشدق بوصول النظام العالمي إلى قمة علوم الطب، وهم يتاجرون بالأمراض ولا يستطيعون حتى التعرف على فيروس كورونا!
كيف يتشدق من ينفث سيجارا بأن مناهج النظام العالمي أفضل المناهج في حين أنها قائمة على التخمين والشك والافتراض! في حين أن العلم حق لا يقبل الشك ولا الافتراض ولا التخمين!
الإسلام تائه في ضجة ما يروجه النظام العالمي، وتصديق الغافلين والسلبيين، والمتفشخرين، وسبب تيه الإسلام افتقاد التفقه في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فلو علم النظام العالمي القرآن لما أضاعوا الأموال المسروقة من الشعوب النائمة في تجارب الصعود إلى السماء!
عار على العلماء في كل التخصصات من اللغة إلى العلوم والطب والهندسة أن يدعوا الإسلام، إلا أن يتفقهوا في ما أنزله الله في الإسلام من علم، ويناقشوا به من لا يؤمنون به ويتمسخرون برسوله!
عندما استمسك المسلمون بالقرآن صنعوا الحضارة التي تعلم منها الغرب والشرق، وعندما تاهوا عن كتابهم الذي أنعم الله عليهم به سقطت حضارتهم، وتاه إسلامهم، وأصبحوا يتسولون ممن لا دين لهم!
ويل لكل من يدعي أنه يحفظ القرآن عن ظهر قلب ولا يفهم علمه! ويل لمن ادعى الإسلام واتخذه وسيلة للدنيا! ويل لمن وثق الناس في علمه وأعطاهم مما نقله دون دراسة!
الحضارة الحقة تقوم على علم حق وفكر مستنير وقلب يفيض بالإيمان وعقل يدرك قيمة الإسلام فيبحث عن الإسلام عزيزه التائه.
* د. محمد السعيد عبد المؤمن أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس.

موضوعات تهمك:

تطرف هندوسي ضد الإسلام يهدد الهند ونصف تحويلات مهاجريها من الخليج

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة