إيران مغزى إعادة الاستثناءات الأمريكية

محمود زين الدين7 فبراير 2022آخر تحديث :
إيران

“ما يحدث على الورق في المفاوضات بشأن العقوبات جيد، ولكنه ليس كافيا”..

التصعيد غير المسبوق في الخليج العربي والهجمات على أبوظبي بلغت مستوى يصعب تفسيره بمعزل عن تطورات مفاوضات فيينا.

أعادت إدارة بايدن مؤخرا العمل بإعفاءات تحمي دول وشركات أجنبية مشاركة في مشاريع نووية غير عسكرية من العقوبات الأمريكية.

تحاول أمريكا إشاعة مناخات ايجابية في ظل توتر وتصعيد على الجبهة الروسية والصينية؛ ما يجعل الانفراجة بالملف الإيراني شذوذا يصعب تفسيره.

تصريحات أمريكية وإيرانية تؤكد ان عملية التفاوض بلغت مرحلة حساسة ومنعطفا مهما لكن لم تبلغ حد التوصل الى تفاهمات نهائية تحسم مصير مفاوضات فيينا.

هل تستطيع دول الخليج التكيف مع التطورات والتراجع الامني أم ستتعايش معها باعتبارها جزءا من صفقة تم إبرامها مع إيران وهي صفقة يستمر فيها التفاوض الى مالا نهاية؟

* * *

بقلم: حازم عياد

أعادت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن العمل بإعفاءات تحمي الدول والشركات الأجنبية المشاركة في مشاريع نووية غير عسكرية من العقوبات الأمريكية يوم او امس الجمعة. إعفاءات كانت ألغيت خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب.
مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، أثنى على قرار الولايات المتحدة بإعادة الاستثناءات للعقوبات على طهران، معتبرا ذلك دليلا على قرب التوصل لاتفاق في فيينا.
الادارة الامريكية خفضت سقف التوقعات بعد ان اكدت ان العودة الى الاستثناءات “ليس تنازلا لإيران”، كما أنها ليس “إشارة إلى أننا على وشك التوصل إلى توافق” لإنقاذ اتفاق العام 2015 الذي يُفترض أن يمنع إيران من تطوير قنبلة ذرية.
في المقابل كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في حسابه على تويتر موقف بلاده من العقوبات بالقول: “لم نمنح إيران تخفيفا للعقوبات، ولن نفعل ذلك حتى تفي طهران بالتزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة”، تصريحات تجعل من القرار الامريكي الاخير غامضا وضبابيا.
وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان علق على القرار الامريكي والخطوات المتوقعة من جهته بالقول:
“ما يحدث على الورق في المفاوضات بشأن العقوبات جيد، ولكنه ليس كافيا”، وعلى الأمريكيين إظهار حسن نواياهم وذلك بحدوث شيء ملموس على الأرض؛ فما تريده طهران اجراءات عملية وليس مجرد تصريحات ووعود تعيقها المناخات السياسية.
أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني في تغريدة نشرها عبر تويتر، رسم حدود التنازلات التي ستقدمها طهران بالقول: “لا يمكن تقييد حق إيران القانوني في مواصلة عملية البحث والتطوير والحفاظ على القدرات والانجازات النووية السلمية، بأية اتفاقية. كما أن توفير أمن هذا البرنامج من الأعمال الشريرة التي يجري دعمها، ولا يمكن تجاهله في أي اتفاقية”.
التصريحات الامريكية والإيرانية تؤكد ان عملية التفاوض بلغت مرحلة حساسة ومنعطفا مهما الا انها لم تبلغ حد التوصل الى تفاهمات نهائية تحسم مصير مفاوضات فيينا؛ فالولايات المتحدة تحاول اشاعة مناخات ايجابية في ظل حالة التوتر والتصعيد على الجبهة الروسية والصينية.
ما يجعل من الانفراجة في الملف الايراني شذوذا يصعب تفسيره، الا اذا تم الكشف عن مفاوضات سرية موازية كانت السبب في كسر الحواجز والعوائق بين امريكا وايران، او ان التطور الاخير يمثل تكريسا لأمر الواقع اذ جاء بعد سلسلة من الهجمات الحوثية في منطقة الخليج العربي.
المفاوضات الايرانية في فيينا تحولت الى لغز امريكي ايراني يصعب فك شيفرته السياسية؛ اذ انها تجري في بيئة ودولية واقليمية محتقنة من اليمن الى الخليج العربي وليس انتهاء بأوكرانيا وشبه الجزيرة الكورية؛ فالتصعيد غير المسبوق في الخليج العربي، والهجمات على أبوظبي بلغت مستوى يصعب تفسيره بمعزل عن تطورات مفاوضات فيينا.
فهل تستطيع دول الخليج العربي التكيف مع هذه التطورات ومع حالة التراجع الامني، أم انها ستتعايش معها باعتبارها جزءا من الصفقة التي تم ابرامها مع إيران وهي صفقة تستمر فيها عملية التفاوض الى مالا نهاية؟

* حازم عياد كاتب وباحث سياسي
المصدر| السبيل الأردنية

موضوعات تهمك:

أميركا أم روسيا والصين

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة