أين أنتم ياعرب القمة من التوحش الإجرامى الصهيونى؟!

أحمد عزت سليم1 أبريل 2019آخر تحديث :
أين أنتم ياعرب القمة من التوحش الإجرامى الصهيونى

أين أنتم ياعرب القمة من التوحش الإجرامى الصهيونى؟!

فى الوقت الذى يعتزم فيه الكيان الصهيونى هذا الأسبوع من خلال الجيش الصهيونى بالمصادقة على بناء 1427 وحدة إستيطانية جديدة في الضفة الغربية بالإضافة إلى 3500 وحدة إستيطانية لاحقا والموافقة على هذا القرار الإجرامى بتكثيف البناء الاستيطاني وزيادة التواجد على الأراضى الفلسطينية المغتصبة بنفوذ ما يسمى بـ”الكتل الاستيطانية” ومع تأكيد مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف بأن الأشهر الأخيرة شهدت سجلا سلبيا في توسيع المستوطنات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وفقا لقرار مجلس الأمن 2334 الصادر فى 23 ديسمبر 2016 والذى نص وقف الاستيطان فى الضفة الغربية شاملا القدس الشرقية وعدم شرعية بناء الكيان الصهيونى للمستوطنات فى الأراضى ىالمحتلة منذ عام 1967 وبما يضع هذا القرار نهاية للإستيطان الصهيونى فى هذه المناطق.

ومع ذلك وفى خلال الفترة المشار إليها قام الكيان الصهيونى ببناء حوالى 2200 وحدة إستيطانية، منها 2000 وحدة إستيطانية خارج ما يعرف ويسمى بالخط الأخضر في القدس المحتلة وبما يعد انتهاكا إجراميا شديدا بموجب القانون الدولى، وفى حين اعتبرت إدارة ترامب ان هذا القرار يشكل هجوما فظيعا على الكيان الصهيونى والذى اعتبر الموافقين عليه عصابة فى الأمم المتحدة بموافقتها على هذا القرار كما وصف الكيان الصهيونى بالقرار المشين السخيف الذى لها آثار ضارة عليه ومع اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة الكيان الصهيونى على الجولان وقرارها السابق بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس واعتراف ودعوة الكثير من الدول التى كانت رافضة للكيان الصهيونى بالاعتراف به ونقل سفاراتها إلى القدس.

بل ودعوة الإمارات بضرورة التعامل مع الكيان الصهيونى وإقامة علاقات معه ومع التوتر فى قطاع غزة وما يترض له الشعب الفلسطينى من قهر واضطهاد وعنصرية وبما يشكل هذا الوضع العربى الشامل أسوأ الأوضاع التى يتعرض لها العالم العربى ومع هذا الوضع الإجرامى تنطلق القمة العربية فى دورتها الثلاثين برئاسة تونس، والتى تنظر فى جدول أعمالها وعلى رأسه القضية الفلسطينية والقدس وهضبة الجولان المحتلة وصيانة الأمن القومى العربى ومكافحة الإرهاب فهل تستطيع هذه القمة العربية أن تحقق آمال شعوبها فى مواجهة هذا الواقع المرير وتحدياته التى تستحوذ عليه وتخرج من القرارات الورقية التى ستتخذها إلى تنفيذها بقوة فى الواقع والتخلى عن الخلافات والمتضادات التى تحكم سياسات الدول العربية وتبايناتها.

ويأتى استمرار هذا الإجرام ليثبت أنه ما تعرض شعب فى التاريخ البشرى من اقتلاع ومحو واجتثاث مثلما تعرض الشعب الفلسطينى تحت سمع وبصر كل من فى أرجاء المعمورة البشرية بل ومشاركة العديد ممن فيها، وممن يتحكمون فى العالم ويقودون الحركة الاستعمارية العالمية، وتقع مدينة القدس فى قلب سياسات الاقتلاع والمحو والاجتثاث حيث تخضع المدينة بالكامل لسلطة الإبادة المقدسة وإلغاء ومحو الهوية والذاكرة وتشكيل تاريخ مزيف ومحرف.

تلك السلطة التى تفرضها القيود والقوانين والإجراءات الإجرامية على الجغرافيا الفلسطينية بما تحتويه من أرض ومواطنين ومؤسسات ومنشآت وآثار وبما تحتويه من هوية وذاكرة جمعية وتاريخ ممتد وعميق، تلك السلطة الإجرامية التى تشكل فى مجموعها بنية التهويد الكلية والتى تبلورت كاملة فى عملية تهويد القدس تلك العاصمة الدينية المقدسة التاريخية السياسية الاقتصادية العربية مستهدفة الاجتثاث الكامل للشعب المقدسى الفلسطينى لإقامة عاصمة سياسية سيادية لـ”دولة إسرائيل” إلى الأبد كمقدمة لإقامة المملكة المزعومة التى تستعيد العصر الذهبى والتى يعملون من أجل اختلاقها وصناعة قدس يهودية توراتية كما اختلقوا وصنعوا “دولة إسرائيل”.

وهذه السلطة الإجرامية فى التهويد تفوق التعريف الذى عرفه العلامة عبد الوهاب المسيرى: بأنه هو نزع الطابع الإسلامى والمسيحى عن القدس وفرض الطابع الذى يسمى “يهوديا”، وتهويد القدس جزء من عملية تهويد فلسطين ككل ابتداء من تغيير اسمها إلى ” إرتس إسرائيل “، وانتهاء بهدم القرى وإقامة المستوطنات ودعوة اليهود للاستيطان فى فلسطين.

وحتى يمكن فهم عملية تهويد القدس ـ كما وضحها العلامة عبد الوهاب المسيرى ـ فإنه يجب أن نراها لا باعتبارها عملية التهام عشوائية نهمة، وإنما باعتبارها مخططا باردا له أهدافه الواضحة ويترجم من خلال إجراءات محددة . هذا المخطط يهدف إلى “تأسيس القدس الكبرى الموسعة، اليهودية الخالصة: كتلة استيطانية ضخمة تمزق وإلى الأبد الوحدة الجغرافية للضفة الغربية” (كما ورد فى إحدى وثائق حزب الليكود). ويستهدف هذا المخطط أن تكون القدس الكبرى بمنزلة متربوليتان ، تمتد غربا باتجاه تل أبيب ، وجنوبا باتجاه حلحول والخليل، وشمالا إلى ما وراء رام الله، وحتى حدود أريحا شرقا.

وكل هذا يعنى ضم حوالى 1250 كم (ثلاثة أرباعها من الضفة الغربية)، وأن تبلغ مساحة القدس الكبرى 21% من مساحة الضفة ، وتبلغ طول المدينة 45 كم وعرضها 25 كم.

وفى سبيل ذلك تصاعدت الإعمال الإجرامية من خلال مجموعة القوانين والإجراءات العنصرية منذ اختلاق الكيان الصهيونى وشهدت سلطة الإبادة المقدسة تصعيدا مع نيتانياهو الذى يؤمن بأن القدس تجسيدا للأبدية اليهودية قائلا “الأبدية تتجسد في القدس والناس يتوجهون للعاصمة ويدركون استمراريتنا وتاريخنا”، وازدادت إجرامية التوجهات العنصرية لـ “الدولة الصهيونية” بعدما إدعاه “بأن هنالك حوالي 30 ألف معلم تاريخي يهودي يجب إحياؤها من جديد، وذلك فى الأربعاء 3/2/2010”.

ومن قبله أعلنتها الولايات المتحدة على لسان رئيسها الأصولى بوش وأمام 17 وزير خارجية ومسئولا عربيا عدا العشرات من ممثلى الهيئات والمنظمات الدولية والعالمية فى مؤتمر أنابوليس 2007: “ان الولايات المتحدة ملتزمة إلتزاما مطلقا بأن إسرائيل دولة يهودية للشعب اليهودى ووطن قومى لليهود جميعا”، وفي أعقاب ذلك ارتفعت وتيرة المخطط والهجوم الإسرائيلي التراثي على المواقع الدينية والتراثية العربية الإسلامية كما تجلى ذلك بقرار حكومة نتنياهو اعتبار الحرم الإبراهيمي الشريف ومسجد بلال بن رباح وأسوار القدس من المعالم التراثية اليهودية، كما ارتفعت حدة الهجوم العنصرى على المدينة المقدسة، وبات الاحتلال يستهدف المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والبلدة القديمة بشكل مباشر، فهل تسطيع القمة العربية أن تستعيد لفلسطين حقوقها بشكل عملى وواقعى وليس فحسب على الورق؟!

موضوعات تهمك:

السلطويات العربية حين تفرض الانتقام فولكلورا شعبيا

خفايا الحملة الصليببية لترامب

ربع الساعة الأخير

 السياسة في حياتنا

إرهاب اليمين المتطرف

الحملة ضد إلهان عمر: أسباب وأبعاد

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة