أهداف لبيد الداخلية والخارجية

محمود زين الدين25 سبتمبر 2022آخر تحديث :
لبيد

الهدف الداخلي ضمان تمايزه عن بني غانتس منافسه داخل المعسكر المناهض لنتنياهو مما قد يحسن حظوظ لبيد أن يبقى الطرف الأقوى بهذا المعسكر.
مارس لبيد نفس الوهم الذي مارسه طويلا نتنياهو منذ خطابه في جامعة بار-إيلان عام 2009، ثم أمام الأمم المتحدة عام 2016 عندما جدد التزامه بحل الدولتين.
أبلغ لبيد العاهل الأردني لدى لقائه، بأنه يتوقع زيادة عدد المقتحمين للمسجد الأقصى في الأعياد اليهودية، متوقعاً ألا يضع حراس الأوقاف الأردنية عراقيل أمام الاقتحامات!
لا أحد يفرض على إسرائيل تقديم تنازلات فعلية، فلا بأس بكلمات غير ملزمة خاصة إذا أردف الاعتراف بحل الدولتين بشروط تعجيزية كإلقاء السلاح أو بزعم غياب شريك فلسطيني.
أراد لبيد استباق خطاب عباس بالأمم المتحدة وتقديم صورة “معتدلة” لدولة الاحتلال والأبارتهايد الإسرائيلي، وزرع وهم “بأفق سياسي” محتمل لإطلاق عملية تفاوض مع الفلسطينيين.
* * *

بقلم: نضال محمد
لم يأت رئيس حكومة الاحتلال يئير لبيد بجديد في خطابه الذي اعتبر فيه أن حل الدولتين هو الأفضل لإسرائيل، ومستقبلها… إلخ. بل هو مارس نفس الوهم الذي مارسه لسنوات بنيامين نتنياهو منذ خطاب جامعة بار-إيلان عام 2009، ثم أمام الأمم المتحدة عام 2016 عندما جدد نتنياهو التزامه بحل الدولتين.
ويدرك لبيد كغيره من رؤساء حكومات سبقوه في منصبه، أنه ما دام لا يوجد من يفرض على إسرائيل فعلياً تقديم تنازلات حقيقية، فإنه لا بأس في الكلمات ما دامت غير ملزمة، خصوصاً إذا أردف الاعتراف بحل الدولتين بشروط أقل ما يقال فيها إنها تعجيزية (مثل إلقاء السلاح)، أو بتحفظ غياب وجود الشريك الفلسطيني.
وأكثر ما يُدلل على فراغ خطاب لبيد، واعترافه بحل الدولتين كأفضل حل، من دون أي التزام فعلي بالسير باتجاه اعتماد الحل، هو رفضه ترتيب أي لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الموجود في نيويورك منذ مطلع الأسبوع الحالي.
كما أنه حرص على إبلاغ العاهل الأردني عبد الله الثاني، لدى لقائه، بأنه يتوقع زيادة عدد المقتحمين للمسجد الأقصى في الأسابيع القادمة بفعل الأعياد اليهودية، متوقعاً ألا يضع حراس الأوقاف عراقيل أمام هذه الاقتحامات، في الوقت الذي يفرض الاحتلال خلالها الإغلاق المحكم على الضفة الغربية وقطاع غزة.
والواقع أن خطاب لبيد جاء لخدمة هدفين رئيسيين: الأول داخلي، هو ضمان تمايزه عن منافسه داخل المعسكر المناهض لنتنياهو، ونعني به الجنرال بني غانتس، مما قد يحسن حظوظ لبيد أن يبقى الطرف الأقوى في هذا المعسكر.
والهدف الثاني، هو استباق خطاب عباس في الأمم المتحدة وتقديم صورة “معتدلة” لدولة الاحتلال والأبرتهايد الإسرائيلي، وزرع وهم “بأفق سياسي” محتمل لإطلاق عملية تفاوض ما مع الجانب الفلسطيني، يمكنها أن تجنب إسرائيل الضغوط الدولية، أياً كان مصدرها أو درجتها، في ظل التصعيد الحاصل على الأرض ميدانياً، وفي ظل العدوان الإسرائيلي الفعلي يومياً.
ولهذا لم يكن مفاجئاً أن الرئيس الأميركي جو بايدن، كان المسارع إلى التغريد، مقتبساً عبارات من خطاب لبيد، كرسالة أميركية واضحة للطرف الفلسطيني بضرورة تخفيف حدة المطالب، وفي مقدمتها سحب طلب الاعتراف بفلسطين عضواً دائماً في الأمم المتحدة، ووقف التوجه الفلسطيني للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وبدلاً من ذلك العودة لتفعيل التنسيق الأمني مع دولة الاحتلال “لتحقيق الهدوء”.

* نضال محمد وتد كاتب صحفي فلسطيني

المصدر: العربي الجديد

موضوعات تهمك:

هل استسلم لبيد لـ”حزب الله”؟ أم انتقل لفضاء استراتيجي أوسع؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة