أسلمة العلوم والفنون من هدي الله

محمود زين الدين9 نوفمبر 2021آخر تحديث :
العلوم

حذار! فمن يرد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء.

في حين أن منهج الله ورؤيته وسبله قد يسرها كما يسر الذكر فهل من مدكر؟!

عِلمُ الله فَصّله كما فصل آيات كتابه فهل من مجتهد فطن يشرح الله صدره للإسلام؟!

أسلمة العلوم والفنون أن يتخذ فيها منهج الإسلام، أي منهج الاستقراء، وعليه أن ينظر فيها رؤية الإسلام التي تجمع الماضي بالحاضر والمستقبل.

علماء المسلمين أولى البشربمنهج الله فلا تضيعوه في متاهة فكر غير المسلمين ومناهج مادية لا تنفع وتحترف المفاسد والظلم والانحراف عن الطريق المستقيم.

من أكبر أخطاء جامعة الأزهر، وهي جامعة إسلامية، أن معظم كلياتها تدرس بمناهج غير المسلمين، وتتخذ رؤية غير إسلامية وتضع خطط غير إسلامية!

* * *

بقلم: محمد السعيد عبدالمؤمن

يقول الله تعالى: {ومن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام}. ومعنى أن يشرح صدره واضح حيث يجعله متقبلا متسعا لكل سبل الله، والله علم الإنسان ما لم يعلم، وعلم آدم الأسماء كلها، وهي أسماء كل المعارف في السماء والارض.

{الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان}. فالإسلام شمل كل العلوم، ومن شرح الله صدره للإسلام فقد فتح له طريق العلم، وبالتالي فمن سار في طريق العلم ينبغي أن يكون علمه إلهيا، ومن نقل عن غير المسلمين عليه أن يُأسلم علمه، ومعنى أن يأسلم علمه وما يتضمنه من علوم وفنون هو أن يتخذ فيها منهج الله أي منهج الإسلام، أي منهج الاستقراء، وعليه أن ينطر فيها رؤية الإسلام التي تجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل.

وعليه أن يتخذ فيها خطط الإسلام التي بينها القرآن وطبقها على كل ما أورد من علم، وما ضرب من أمثال، وقد ضرب الله في القرآن من كل مثل.

من أكبر أخطاء جامعة الأزهر، والتي هي جامعة إسلامية، هو أن معظم كلياتها تدرس بمناهج غير المسلمين، وتتخذ رؤية غير المسلمين، وتضع خطط غير المسلمين؟! ربما تكتفي بأن يحفظ الدارسون والمدرسون بها بعض سور القرآن الكريم، لكنهم لا يفقهونه! وإلا لشرح الله صدورهم للإسلام فاختاروا منهجه ورؤيته وخططه.

لقد أثبت تغير المناخ ووباء الكرونا وثقب الأوزون أن علم غير المسلمين ظني افتراضي ونتائجه ظنية ومنهجه عقيم، يفشل في كثير من الساحات، مهما أنفقوا من أموال منهوبة من الشعوب الضعيفة القليلة الحيلة، والتي تنقاد لهم دون مناقشة أو وعي. فضلا عن أن علوم الفضاء عندهم تائهة عرجاء، ولو أن مجتهدا أسلم علوم الفضاء لوجد سبلا كثيرة للبحث من خلال فقه القرآن الكريم!

اتقوا الله يا علماء المسلمين في إسلامكم، فأنتم أولى الناس من البشربمنهج الله ورؤيته وخططه العلمية، فلا تضيعوها في متاهة فكر غير المسلمين، ومناهجهم المادية والإلحادية التي تضر أكثر مما تنفع، وتحترف المفاسد والظلم والانحراف عن الطريق المستقيم.

في حين أن منهج الله ورؤيته وسبله وخططه قد يسرها كما يسر الذكر فهل من مدكر؟! وعلم الله فصله كما فصل آيات قرآنه فهل من مجتهد فطن يشرح الله صدره للإسلام؟! وحذار فمن يرد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء.

ألا هل بلغت اللهم فاشهد.

* د. محمد السعيد عبد المؤمن أستاذ الدراسات الإيرانية بكلية الآداب، جامعة عين شمس.

موضوعات تهمك:

أثر الطب الحديث في التفكير الفقهي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة