كيف ظهرت «صفقة القرن»؟

الساعة 258 أكتوبر 2018آخر تحديث :
كيف ظهرت «صفقة القرن»؟

كيف ظهرت «صفقة القرن»؟

 

حملة دعائية لإقناع نخب سياسية أمريكية بدعم قيام “دولة فلسطينية” بقطاع غزة بعد توسيعه بإلحاق 10% من سيناء به وتقديم «مغريات» لاقناع الفلسطينيين في الضفة الغربية للانتقال للعيش هناك.

 

بقلم: صالح النعامي

تتكشف الكثير من التفاصيل التي تدلل على أن «صفقة القرن» منتج إسرائيلي بالأساس، حيث تبين أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شرع في الترويج للفكرة تماما بعد أن بدأت منظمة صهيونية بالدعوة لإقامة دولة فلسطينية في غزة وسيناء.

وقد شرعت المنظمة، التي تطلق على نفسها “حل الدولة الفلسطينية الجديد” أو (The New State Solution (NSS، في شن حملة دعائية لإقناع النخب السياسية الأمريكية بدعم خيار قيام دولة فلسطينية في قطاع غزة بعد توسيعه من خلال إلحاق 10% من مساحة سيناء به، وتقديم «مغريات» لاقناع الفلسطينيين في الضفة الغربية للانتقال للعيش هناك.

وحسب المنشورات التي أصدرتها الحركة، فإن الفلسطينيين الذين سيفضلون البقاء في الضفة الغربية سيطبق عليهم القانون الإسرائيلي دون أن يكون لهم الحق بالتمتع بالحقوق السياسية، وضمن ذلك حق الانتخاب، الذي سيكون متاحا لهم فقط في «الدولة الفلسطينية» المقامة في غزة وشمال سيناء.

وقد دشنت الحركة موقعا على الإنترنت للترويج لأفكارها من خلال عرض خطوطه العامة وقائمة»المصالح» التي تدعي أنها ستتحقق لكل الأطراف، التي ستتعاون من أجل انجاحه، ولا سيما: مصر، السعودية، وإسرائيل.

وتحظى الحركة الجديدة بدعم عدد من كبار جنرالات الاحتياط في الجيش والمخابرات الإسرائيلية الذين يعملون فيها كـ «خبراء» ويقومون بتسويق أفكارها في واشنطن، وينشطون بشكل خاص في عقد لقاءات مكثفة مع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ لإقناعهم بهذه الفكرة. إلى جانب ذلك، فإنهم يستغلون مرافق الكونغرس في تنظيم ندوات للترويج للحركة وأفكارها.

على رأس هؤلاء الجنرالات: أمير أفيفي، النائب السابق لمفتش المؤسسة الأمنية، يعكوف بيري، الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات الداخلية (الشاباك)، وجيرشون هكوهين، القائد الأسبق لقوات المشاة، وعوديد غور، القائد الأسبق لسلاح البحرية، وشموئيل تسوكر، الذي قاد قوات جيش الاحتلال في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة وجنوب لبنان.

وحسب المنشور التعريفي بالحركة، فإن السعودية ستكون متحمسة للفكرة، على اعتبار أن العائلة المالكة في الرياض باتت ترى في القضية الفلسطينية عبئا وليس ذخرا، مما سيجعلها متحمسة لأية تسوية تضمن وضع حد للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.

وتحاجج الحركة بأن ما سيعزز من حماس السعودية لدعم الخطة حقيقة أنها معنية بشكل أساس بمواجهة الخطر الإيراني من خلال التعاون مع إسرائيل، في حين أن هذا التعاون لا يمكن أن يتسنى في ظل تواصل الصراع القائم. وتضيف الحركة بأن دافعية الرياض للعمل للمساعدة في تطبيق الفكرة ستكون كبيرة على اعتبار أن الدور السعودي سيضمن تعزيز العلاقة بين الرياض وواشنطن.

ويرى منظرو الحركة، كما يشير منشورها التعريفي، أن السعودية تتطلع لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لكي تستفيد من التعاون الاقتصادي مع إسرائيل، على اعتبار أنها ستكون معنية بالانتقال من الاقتصاديات المعتمدة على الطاقة إلى الاقتصاديات المستندة إلى التقنيات المتقدمة.

وتنطلق الحركة من افتراض مفاده بأن نظام السيسي سيبدي تعاونا مع أجل تطبيق الخطة بسب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها مصر حاليا، ناهيك عن عجز النظام عن مواجهة عمليات تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في المنطقة، حيث تشير إلى أن النظام عاجز عن ممارسة أي من مظاهر السيادة في المنطقة.

وترى الحركة أن التراجع الكبير الذي طرأ على مكانة مصر في العالم العربي والعالم بأسره أثناء حكم السيسي سيجعل النظام معنيا بالانخراط في تحرك دولي وإقليمي يسمح بتعزيز مكانته الإقليمية والدولية، إلى جانب أن النظام سيكون معنيا بالحصول على عوائد مالية ضخمة من المجتمع الدولي لقاء تعاونه مع المشروع.

وحسب القائمين على الحركة، فإن نظام السيسي سيحصل على مساعدات عسكرية لمواجهة تمرد داعش إلى جانب أن تدشين الدولة الفلسطينية في شمال سيناء سيقلص من هامش الحركة الذي يتمتع به التنظيم به هناك، حيث تتوقع أن يسهم هذا المشروع في وضع حد نهائي للتهديد الذي يمثله

التنظيم.

وحسب، الحركة، فإن تطبيق هذا المشروع، سيضمن لإسرائيل الحفاظ على أغلبية ديموغرافية يهودية، إنهاء الصراع، التطبيع مع العالم العربي، توفير بيئة تسمح بتوسيع الشراكات مع دول العالم، ازدهار اقتصادي، بناء تحالف ضد إيران، وتعزيز العلاقة مع الولايات المتحدة.

يجاهر الجنرال أمير أفيفي الذي يتولى بشكل رئيس التواصل مع أعضاء الكونغرس بأن حالة «الانهيار التي يمر بها العالم العربي، والتي يعكسها حاليا تهاوي الحدود القائمة وبناء أطر حدود جديدة، تمثل فرصة نادرة تسمح بتمرير الخطة. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرنوت» مؤخرا عن أفيفي قوله إنه عندما تتوحد إسرائيل حول مصالحها «القومية» وتعرض خطوطها الحمراء فإنه لن يكون أمام الآخرين بد سوى الاستجابة

لمطالبها.

ومن المفارقة عند تتبع بدء هذه الحركة أنشطتها في الولايات المتحدة بصمت تبين أنها نظمت أول اجتماعاتها مع أعضاء الكونغرس في مايو 2017، أي قبل فترة وجيزة من بدء إدارة ترامب الحديث عن خطتها للتسوية، التي يطلق عليها «صفقة القرن»، والتي تتطابق بعض بنودها المسربة مع الأفكار التي تروج لها  (The New State Solution (NSS.

 

المصدر: السبيل

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة