عقيلة صالح أيضا؟ “كل حلفاؤك باعوك يا حفتر”

سلام ناجي حداد7 يونيو 2020آخر تحديث :
عقيلة صالح "كل حلفاؤك باعوك يا حفتر"

عقيلة صالح الاسم الذي تردد على الساحة الليبية قد يكون آخر مستجدات الوضع الليبي وقد يكون آخر من تخلوا عن الجنرال المتعقاعد خلال الفترة المقبلة .

“كل حلفاؤك باعوك يا حفتر” لم تكن مجرد جملة ساخرة من الأوضاع شديدة البؤس التي تعانيها قوات الجنرال المتقاعد المعروفة باسم قوات شرق ليبيا عندما انسحبوا من مدينة تلو الأخرى على حدود العاصمة طرابلس في عمليات عسكرية سهلة تمكنت خلالها قوات حكومة الوفاق من بسط سيطرتها على الإقليم ومحيطه، بالإضافة إلى بدء حملة عسكرية في مدينة سرت الليبية.

تقدم بطئ هكذا وصفت تقارير إعلامية ما يحدث في سرت الليبية اليوم الأحد، بعد سلسلة من التقدمات السريعة الخاطفة التي تمكنت من خلالها قوات حكومة الوفاق بدعم تركي مباشر من السيطرة بالترتيب على صبراتة وصرمان وقاعدة الواطية ومطار طرابلس ثم مدينة ترهونة، حتى وصلت إلى سرت وبدأت الهجوم عليها.

المدينة الاستراتيجية قد تكون آخر مطامع القوات الحكومية الحالية، حيث تعد من أهم المدن الاستراتيجية التي تقع فيها مؤسسات النفط في الدولة الغنية به، وهي المدينة التي تبعد عن طرابلس نحو 450 كيلو مترا، وكانت تحت سيطرة حكومة الوفاق قبل أن تسيطر عليها قوات حفتر في يناير الماضي ضمن عمليتها العسكرية التي بدأتها في إبريل عام 2019، وباءت الأيام الماضية بالفشل العسكري الذريع.

 "كل حلفاؤك باعوك يا حفتر"

“كل حلفاؤك باعوك يا حفتر” 1

من البداية عارض الكثير من حلفاء حفتر شنه الحملة العسكرية الأولى على طرابلس المعروفة باسم “لبيك طرابلس” في إبريل الماضي، حيث أبدت فرنسا وغيرها تحفظها على تلك العملية، بينما لم يعلن تأييده لها سوى الإمارات والسعودية.

 "كل حلفاؤك باعوك يا حفتر"

وفقا لمراقبين ومحللين فإن ما حدث من طريقة سيطرة القوات الحكومية على المنطقة تلو الأخرى من يد قوات شرق ليبيا المهاجمة للعاصمة طرابلس، غريب للغاية، حيث ذكر محللون أنها عمليات عسكرية غير تقليدية أعدها خبراء عسكريين أتراك ونفذتها قوات الوفاق بمساعدة قوات سورية تدربت على تلك الخطط قبل نقلها إلى ليبيا.

وذكرت تقارير أن الطائرات المسيرة التركية تمكنت من تدمير 15 من الدفاعات الروسية التي تم شراؤها من قبل الإمارات لدعم قوات الجنرال المتقاعد، وذكل في هجومها على طرابلس، فيما أشارت التقارير إلى أن ذلك نتيجة لعدم دراية قوات حفتر بتشغيل تلك الدفاعات وسحب روسيا للمرتزقة الداعمين لحفتر قبل الهجوم بأيام وهو ما يعني صفقة تركية روسية بهذا الشأن.

وذكرت تقارير إعلامية أن انسحاب قوات روسية مرتزقة “فاجنر”، كانت تقاتل بجانب حفتر، وذلك بعد مقتل جندي لها في اشتباكات قرب العاصمة طرابلس وانتشرت صورة القتيل على مواقع التواصل الاجتماعي ما أثار انزعاج موسكو، وذلك كله تم قبل أيام من هزائم حفتر المتتالية.

ليس هذا هو السبب الوحيد بالتأكيد لسحب موسكو المرتزقة الروس من ليبيا، فقد يكون هناك سبب آخر هو تأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن خليفة حفتر لا يعتمد عليه، خاصة مع انسحابه غير المبرر وهروبه من توقيع الاتفاق الذي توصل إليه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتأكد بوتين من ولاء حفتر لمصلحته الشخصية وحلمه في بسط سيطرته على كامل البلاد على الرغم من استحالة هذا الأمر حاليا.

عقيلة صالح مصر والإمارات والسعودية

“كل حلفاؤك باعوك يا حفتر” 2 بما فيهم مصر والسعودية والإمارات، فالدولتان الخليجيتان اللتان حبذتا الهجوم على طرابلس في بدايته واستمروا في دعم قوات شرق ليبيا لبسط حكما عسكريا ديكتاتوريا على ليبيا، تخلوا عنه مؤخرا ولم يوفوا بوعودهم.

وفي تصريحات له قال المتحدث باسم قوات شرق ليبيا أحمد المسماري هذا الأمر، حيث أكد أن دولا خذلت قائد تلك القوات خليفة حفتر، وذلك في حديث لقناة الحدث السعودية، مشيرا إلى أن القوات المهاجمة غيرت استراتيجيتها بعد التدخل العسكري التركي المباشر بأسلحة متطورة.

وعلى ما يبدو فإن المسماري يشير أيضا إلى مصر التي تفضل بقاء الوضع على ما هو عليه مع سيطرة حلفائها من قوات شرق ليبيا على المنطقة الشرقية في ليبيا ويكفيها أن حلفائها يسيطرون على الحدود تلك، فيما تشير تحليلات إلى أن حفتر ذهب أمس إلى القاهرة لطلب التدخل العسكري المباشر ضد قوات الوفاق المدعومة تركيا، إلا أن مصر فضلت عدم التورط عسكريا في ليبيا ولوحت بالتدخل العسكري إذا ما هاجمت القوات الحكومية الشرق الليبي وحاولت السيطرة عليه، وهو ما لن تفعله القوات الحكومية وفقا لما تقوله الأوضاع على الأرض حيث تذكر التقارير أنها أبطأت تقدمها في مدينة سرت، وربما تكتفي بالسيطرة عليها.

وعلى الرغم من أن السعودية والإمارات كانتا الدافعتين لحفتر لشن هجوم طرابلس وأول المرحبين به، إلا أنهما لم يتمكنا من دفع القاهرة للتدخل لدعم قوات حفتر، وفي خبر نشره موقع قناة العربية قبل أيام مع بدء الهزائم الحقيية لحفتر، ذكرت قناة العربية السعودية أن حفتر أبلغ القاهرة أن تركيا تدخلت بثقلها العسكري في طرابلس، مطالبا مصر بدعمه عسكريا بشكل مباشر.

"كل حلفاؤك باعوك يا حفتر"

عقيلة صالح شبه النهاية

في تقرير نشرته وكالة الأناضول التركية الرسمية في أوائل الشهر الماضي، قالت فيه أن الجميع رفع يده عن خليفة حفتر باعتباره الورقة المحروقة داخليا وخارجيا.

وذكر التقرير أنه من الممكن أن يكون الجميع يعد رئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح خليفة وبديل حفتر في شرق ليبيا، مؤكدة أنه داخليا فإن صالح يتمتع بدعم من قبائل عدة في المنطقة، بينما أشارت إلى أنه سرب فيديو لاجتماع مع قبيلته، مشيرة إلى أن هناك انقساما بين قبائل الشرق الليبي على الطرفين إلا أن عقيلة بدعم روسي وبشرعية رئاسته برلمان منتخبا لديه الثقل الأكبر خاصة مع هشاشة قوات حفتر العسكرية التي بالفعل برزت مؤخرا خلال الأيام القليلة الماضية، بالإضافة إلى عدم تمكنه من دخول طرابلس ومقتل الآلاف من عناصر قواته على أبواب العاصمة وهم من أبناء القبائل الداعمة له ما زاد التململ منه في الشرق.

بل وتسائلت الوكالة في تقريرها: “هل سعى حفتر عبر تنصيب نفسه حاكما على ليبيا لإحباط مؤامرة لعقيلة صالح وقائد أركان مليشياته والثني برعاية أمريكية روسية؟”.

وتحدثت الوكالة عن أن المجتمع الدولي يفضل وجه عقيلة صالح عن حفتر لعدة أسباب أبرزها جرائم الحرب التي ارتكبها حفتر في طرابلس مع فشله في تحقيق أي انتصار عسكري، وتنصله من أي اتفاق، وهو ما يعني أنه لا يريد الموائمة والتوافق ويرغب في حكما منفردا على ليبيا، وهو ما ترفضه تلك الدول.

ويعزز ذلك التحليل ظهور عقيلة صالح مع خليفة حفتر في المؤتمر الصحفي المنعقد بالقاهرة، وهو ما يرسل إلى جانب تلك الرسالة، رسالة أخرى تقول أن حفتر بهزائمه الأخيرة عسكريا لا يستند لشرعية سوى مجلس نواب طبرق الذي قد يسحب البساط من تحت قدميه في أي وقت.

موضوعات تهمك:

قوات شرق ليبيا وتفاصيل الهروب الكبير وسببه

خليفة حفتر وعقد الجنرال المهزوم

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة